بين المناظر الطبيعية الخلابة والغابات والخلجان على كلا الجانبين، تبدو شبه جزيرة داتشا وكأنها عالم سحري يختلف كثيراً عن باقي المدن السياحية التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وتختلف شبه جزيرة داتشا تماماً عن مدينتي مارماريس وبودروم التركيتين، فهي غير مأهولة، بعدما أدت القوانين الصارمة المتعلقة بالبناء إلى حمايتها من المشاريع السياحية واسعة النطاق.

وترتكز الحياة في ميناء داتشا، كما تصطف مطاعم الأسماك ذات الطاولات والكراسي الخشبية البسيطة على الواجهة البحرية، بينما يمكنك أن تجد المتاجر الصغيرة التي تبيع السلع المحلية، إلى جانب المقاهي الحديثة على جوانب المناطق السكنية الجبلية.

شبه جزيرة داتشا
المقاهي والمطاعم في داتشا

وعلى المنحدرات، يمكن رؤية ومضات من اللون الأزرق لبحر إيجه من بين المنازل البيضاء ذات الأسطح البرتقالية المطلة على الميناء.

توجد تسع قرى صغيرة منتشرة حول شبه جزيرة داتشا خلف الميناء، في الصيف، يتوافد السياح الأتراك على الخلجان الرئيسية، مثل بالاموتبوكو، بشاطئه الطويل المغطى بالحصى.

أين تفضل البقاء في شبه جزيرة داتشا؟

بعد التنزه على ممشى الواجهة البحرية لمدينة داتشا، والمعروف باللغة التركية باسم «سيفجي يولو» أو «طريق الحب»، يظهر أحد أحدث أماكن الإقامة في شبه الجزيرة، لتجد مجموعة من المنازل المكونة من طابقين مع واجهات حجرية محلية وغرف بسيطة.

يقول مالك فندق «بالايا»، عصمت تكينالب «لقد أحببت شبه جزيرة داتشا منذ عام 2000، وعندما عثرت على هذا العقار، أدركت أنني أريد إنشاء مكان هادئ ومتناغم مع المناطق المحيطة به».

شبه جزيرة داتشا
فندق «بالايا»

وأضاف «يأتي الأشخاص إلى هنا لرؤية آثار كنيدوس القديمة، واستكشاف الخلجان الجميلة، وتذوق لوز داتشا المحلي الرائع وعسل الصنوبر، والمشاركة في مهرجان أزهار اللوز السنوي في فبراير شباط».

التانغو والهدوء

تقع مزرعة «كينيديا إيكو» على الطرف الغربي من شبه جزيرة داتشا، وأسفل طريق غير ممهد يمر عبر الغابات الهادئة، وهي مكان للتعمق حقاً في هدوء الطبيعة.

تأسست في عام 2000 على يد علي سومر، الذي ترك الفوضى الحضرية في إسطنبول ليصبح مزارعاً، وبدأت المزرعة التي تبلغ مساحتها 12 فداناً وكروم العنب والبساتين في استضافة الضيوف في عام 2007، في أكواخها الخشبية الأربعة، إضافة إلى أربعة منازل حجرية.

شبه جزيرة داتشا
مزرعة «كينيديا إيكو»

يقول سومر «أعتقد أن أحد أثمن الأشياء هنا هو الهدوء الذي ينعم به المكان، سماء الليل صافية، لا توجد أصوات أو أضواء صناعية، فقط أصوات الطبيعة والرياح».

من جهتها، تقول عائشة بويلو التي تدير مدرسة التانغو «تانغو كايروس» مع شريكها في الرقص الألماني أكسل كورف، إنها سعت أيضاً إلى أسلوب حياة أكثر هدوءاً في داتشا.

وأضافت «الكثير من الأشخاص الذين انتقلوا إلى داتشا لديهم القصة نفسها، لقد عملوا بجد كبير ووصلوا إلى نقطة في حياتهم المهنية احتاجوا فيها إلى التغيير».

وأوضحت «داتشا هي شبه جزيرة، لكنها أشبه بالجزيرة، فنحن منعزلون للغاية ولدينا طريقتنا الخاصة في الحياة».

شبه جزيرة، لكنها أشبه بالجزيرة

(فريدة يالاف هيكيروث – CNN)