تعرض المغرب لـ زلزال مدمر أسفر عن وفاة الآلاف من الأشخاص، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات بينما يواصل رجال الإنقاذ البحث عن ناجين، وفيما يشكر الملك محمد السادس إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة على إرسال المساعدات، تظهر قصص تأثير هذا الزلزال المدمر على المجتمعات المحلية.

إذا كنتم تخططون للسفر إلى المغرب، فهل يجب عليكم الاستمرار في رحلتكم؟ قد يكون أول ما تبادر إليكم بعد الزلزال هو الابتعاد عن المغرب، إذ قد يبدو أن السفر إلى بلد في حالة حداد وطني غير لائق، ومع ذلك فهذا ليس بالضرورة أفضل خيار، حسبما يقول الأشخاص الذين يعيشون هناك.

إليكم ما يجب أن تعرفوه حول السفر إلى المغرب بينما يستمر الوضع في التطور.

المناطق التي تأثرت بالزلزال

مركز الزلزال الذي بلغت شدته 6.8 درجة كان في جبال الأطلس الكبيرة، على بعد نحو 72 ميلاً جنوب غرب مراكش، في مقاطعة الهوز، وهي المنطقة التي شهدت أعلى عدد من الوفيات.

أثر الزلزال بقوة على مراكش، حيث تعرضت المدينة التاريخية لأضرار، كما شعر به العديد من المدن الساحلية الشهيرة بين السياح مثل الصويرة وأغادير، بينما وصل الزلزال شمالاً حتى الدار البيضاء وفاس دون أن يلحق أي ضرر بالمدينتين.

وقد كان هذا هو أكثر زلزال فتكاً في المغرب خلال أكثر من 60 عاماً.

«عندما ضرب الزلزال، أثار الكثير من الخوف والارتباك، المغرب ليس معتاداً على الزلازل، واستغرق الأمر بعض الوقت حتى قدمت السلطات المحلية نصائح»، وفقاً لزينة بن شيخ، المديرة التنفيذية لشركة إنتربيد للسفر والمقررة في المغرب، وتعمل في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، كان لدى الشركة نحو 650 مسافراً في البلاد عندما ضرب الزلزال.

المدن الشمالية مثل الدار البيضاء لم تصب بأذى/ غيتي

تأثير الزلزال على مراكش

تسبب الزلزال في أضرار بالغة في المدينة التاريخية في مراكش، وأصبح أحد المساجد في ساحة جامع الفناء، الساحة الرمزية التي تعد قلب المدينة، «غير معروف تقريباً»، وفقاً لمراسلة CNN إيفانا كوتوسوفا التي كانت تقوم بتغطية الأحداث من مراكش، وقد انهار البرج الزخرفي «تقريباً بالكامل».

حتى تاريخ 11 سبتمبر، تم إغلاق جميع المعالم التاريخية في مراكش حتى إشعار آخر، بما في ذلك المواقع الرئيسية مثل قصر الباهية وقبور السعديين وقصر البديع.

ومع ذلك، فإن المتاحف والمعارض الخاصة والمؤسسات تعمل بالفعل، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية، إذ أبلغ أصحاب المتاجر وكالة الأنباء الفرنسية بأن هناك مخاوف بالفعل بشأن انخفاض أعداد الزوار.

استأنفت وسائل النقل العامة العمل الآن بشكل طبيعي، وبينما أغلقت بعض الفنادق في المدينة التاريخية بسبب التلفيات الهيكلية، فإن معظمها مفتوحة.

تقول كوتوسوفا -التي وصلت إلى مراكش ليلة السبت ورأت أشخاصاً نائمين في حدائق المدينة- إنها شاهدت الزوار يقومون بجولات موجّهة والناس يشربون القهوة في المناطق الجديدة.

«من يصل الآن سيرى حطاماً في بعض الأماكن، ولكن ليس وكأن المدينة توقفت، يمكنك زيارتها وتجاهل التأثير إذا كنت ترغب في ذلك»، تبدو المناطق الجديدة للمدينة «غير متأثرة، مثل مدينة عادية»، وفقاً لها.

بلال الحمومي، مؤسس شركة إنكلوسيف المغرب للجولات، يقول إنه تم تسجيل «أضرار كبيرة في المدينة التاريخية، خاصة في الملا والحي اليهودي».

فانيسا برانسون، مالكة فندق فاخر يدعى إل فن -الذي تعرض لأضرار تجميلية، ولكنه لا يزال مفتوحاً طوال الوقت- تقول إن المدينة التاريخية «بخير».

وأضافت «أي عمل قادر سيكون مفتوحاً هذا الأسبوع، ومعظمها مفتوحة بالفعل، معظم الفنادق مفتوحة، والمطاعم مفتوحة ومعظم شوارع المدينة يمكن الوصول إليها، بعد أن تم تنظيفها بسرعة من الأنقاض»، «حدائق ماجوريل وحديقة لو سيكريت ومتحف دي كونفلوانسز يرحبون بالزوار أيضاً، بعض مناطق الأسواق تعاني اضطرابات أكبر قليلاً، ولكن العديد من المحلات مفتوحة بالفعل للعمل».

مدن مثل فاس لم تتأثر/ غيتي

ماذا عن جبال الأطلس الكبيرة؟

«لا أعتقد أن السياح يجب أن يذهبوا هناك (إلى جبال الأطلس الكبيرة) الآن»، وفقاً لكوتوسوفا، التي تقوم حالياً بالتقرير في المنطقة وقد قادت سيارتها عبر القرى المتمركزة حولها والتي دمرت بشكل كامل، ومرت بأكشاك الهدايا التذكارية على جانب الطريق التي دُمِّرت بالكامل، وشاهدت أشخاصاً جدداً أصبحوا بلا مأوى.

«جميع المنازل ذهبت، الناس ينامون في خيم»، تقول، «لم تُمَهَّد بعض الطرق بشكل كامل، وهناك الكثير من حركة تسليم المساعدات الإنسانية».

ماذا عن بقية البلاد؟

الأعمال تسير كالمعتاد، مريم أمزيان هي مرشدة سياحية في فاس، لم تلغ أي جولة واحدة منذ وقوع الزلزال.

«أنا في جولات يومية»، تقول، «لم تتأثر منطقة الشمال على الإطلاق بالزلزال، جميع الطرق بين المدن تعمل كالمعتاد، نحن في بداية موسم السياحة العالية ونحن جميعاً نصلي أن يستمر الأمر كالمعتاد»، وتقول إن الوجهة الشعبية مثل مرزوقة وسكورة وصحراء الساحل لم تتأثر، بالإضافة إلى المدن الشمالية، وتقول إن الناس لا يجب أن يشعروا بالذنب أو الحرج بشأن مواصلة رحلاتهم.

«نحن بحاجة حقاً إلى دعم المسافرين لزيارة المغرب ودعم الاقتصاد، لأن لدينا الكثير لنمر به لمساعدة الناس المتضررين من الزلزال وإعادة بناء القرى المدمرة».

«أود أن أقول إن الجزء الوحيد الذي يجب تجنبه هو جبال الأطلس الكبيرة، لمساعدة السلطات في عملية الإنقاذ، وما عدا ذلك؛ فالمغرب مثالي للزيارة».

شعر الناس بالزلزال في أماكن بعيدة مثل الصويرة/ غيتي

ماذا عن السياح على الأرض؟

المطارات مفتوحة والرحلات تستمر كالمعتاد، بما في ذلك في مراكش، كانت الكاتبة أنابيل دين في فاس عندما ضرب الزلزال، اهتزت رياضها في المدينة التاريخية ولكن لم تكن لها تأثيرات كبيرة في المدينة بحيث كان بإمكانها المشاركة في جولة طعام موجهة في اليوم التالي.

«كان من الواضح أن المرشدة تعاني ضعفاً كبيراً، لم تحصل على الكثير من النوم، كنت دائماً أقول إنه ليس علينا القيام بذلك، ولكنها رفضت بالتأكيد مغادرة المكان»، تقول دين.

كان الباعة لا يزالون يعملون، وكان لديهم وقت للتحدث معها بدفء، كما تقول، وبدلاً من الاستمرار في مراكش كما كان مخططاً لها، حيث كانت مقرراً لها العمل، قررت دين السفر إلى الشمال، «إنها واحدة من تلك الأوقات التي يجب فيها أن تفكر بالسكان المحليين، وعلى الناس القدوم إلى هنا إذا كانوا قد حجزوا رحلتهم ويشعرون بالارتياح»، قالت دين.

«أنا أعتقد أن المهم هو السؤال عن الأمور بلطف، بالنسبة للناس هناك، أنا متأكد من أنهم يشعرون بالارتياح من دعم المسافرين».

أزرو، في جبال الأطلس المتوسط، بديل جيد للمنطقة المتضررة/ غيتي

هل يجب على المسافرين تأجيل رحلاتهم إلى المغرب؟

القرار بالسفر إلى المغرب بعد الزلزال الأخير يعتمد على الظروف الشخصية والاعتبارات، إذا كنت تفكر في السفر إلى المغرب في الوقت الحالي، فإنه من المهم جداً البقاء مطلعاً على آخر المستجدات والنصائح من السلطات المحلية والسفارة أو القنصلية الخاصة ببلدك.

كما يجب أن تأخذ في الاعتبار الأمور التالية:

1- السلامة الشخصية: تأكد من سلامتك الشخصية، وقرر ما إذا كان هناك أي مخاطر تتعلق بالزلزال أو آثاره المترتبة.

2- الحداد الوطني: المغرب يعيش حالة حداد وطني بسبب الزلزال، لذلك قد تكون بعض الأنشطة والفعاليات محدودة خلال هذه الفترة.

3- الوجهات المتضررة: إذا كنت تخطط لزيارة مناطق تأثرت بشدة بالزلزال مثل مراكش أو جبال الأطلس الكبيرة، فقد يكون من الأفضل تأجيل الرحلة أو إعادة تخطيطها.

4- دعم المحليين: إذا قررت السفر، فاستمع إلى مخاوف واحتياجات المحليين وحاول دعم الجهود المحلية للإغاثة وإعادة الإعمار بما تستطيع.

5- التأمين على السفر: تأكد من أن لديك تأمين سفر مناسباً يغطي الزلازل والأحداث الطارئة الأخرى.

يمكن للوضع في المغرب التغير بسرعة، لذا يفضل دائماً التواصل مع الجهات المختصة ومراقبة التحديثات الرسمية قبل اتخاذ قرار السفر.

(جوليا باكلي – CNN)