قد يهدد ارتفاع تكاليف السفر موسم السياحة في الأعياد التي تعتبر فرصة مثالية لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة والأصدقاء، أو حتى السفر المنفرد بعيداً عن إرهاق أجواء العمل، لكن هناك بعض الوجهات التي يمكنك السفر إليها بتكاليف بسيطة.
كشف التقرير السنوي الصادر عن شركة بوست أوفيس البريطانية للخدمات المالية والبريدية، عن أبرز الوجهات السياحية التي توفر تجربة مميزة للسائحين بأرخص تكلفة يومية.
وقامت الشركة بتحليل نقاط قوة العملة والأسعار المحلية والنفقات السياحية الأساسية في 40 وجهة شهيرة لقضاء العطلات حول العالم، مع الأخذ في الاعتبار عدة معايير، منها الوجبات الثلاث الرئيسية مع المشروبات الباردة والساخنة والعصائر المختلفة، إلى جانب المقتنيات البسيطة من محلات البقالة.
أفضل الوجهات السياحية من حيث التكلفة
تضمنت القائمة مدينتين عربيتين، الأولى هي شرم الشيخ في مصر التي جاءت في المركز السادس بتكلفة يومية تقدر بـ77.36 دولار، بينما حلت دبي في الإمارات العربية المتحدة في المركز الخامس والثلاثين، بتكلفة يومية تصل إلى 144.21 دولار.
واحتلت الصدارة مدينة هوي أن الفيتنامية بتكلفة يومية تصل إلى 64.51 دولار فقط، متقدمة بخمس مراكز على العام الماضي عندما جاءت في المرتبة السادسة.
في المقابل، تراجعت كايب تاون في جنوب إفريقيا -التي احتلت الصدارة العام الماضي- إلى المركز الثاني هذا العام بتكلفة 68.48 دولار في اليوم، وفي المركز الثالث جاءت مدينة مومباسا الكينية بنحو 69.96 دولار في اليوم الواحد.
ولعشاق المزيج الذي تقدمه اليابان من حضارة عريقة وتطور تكنولوجي، جاءت طوكيو في المركز الرابع بتكلفة تبلغ 74.43 دولار في اليوم.
وتذيلت كوستاريكا القائمة لتأتي في المركز الأربعين، إذ ارتفعت أسعارها بنسبة 13.2 في المئة على أساس سنوي، وتبلغ تكلفة قضاء يوم واحد بها نحو 169.72 دولار، وفقاً للتقرير.
وأشار التقرير إلى انخفاض أسعار الوجبات والمشروبات منذ العام الماضي في 25 من أصل 40 منتجعاً ومدينة شملها الاستطلاع.
الدول العربية وجهات تنافسية
على الرغم من ارتفاع تكاليف السفر بنسبة 3.2 في المئة حتى فبراير شباط الماضي -وفقاً لتقرير واليت نيرد للسياحة العالمية- فإن الدول العربية عادةً ما تبرز كخيار جيد لقضاء العطلات بأسعار تنافسية، إذ قادت منطقة الشرق الأوسط تعافي قطاع السياحة بعد أزمة كوفيد-19، وتعتبر المنطقة الوحيدة التي تجاوزت مستويات ما قبل الجائحة، بحسب تقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الصادر في يناير كانون الثاني الماضي.
ووفقاً لتقرير وورلد ترافيل إنديكس، فإن مصر تتصدر الدول الأرخص لقضاء العطلات في العالم، وذلك بالمقارنة مع 100 وجهة شملها التقرير.
وجاءت الجزائر في المركز الثالث في التقرير ذاته، وتونس في المركز الثامن، وذلك في الوقت الذي جاءت فيه معظم الدول الأوروبية في المراكز الأخيرة.
وفي هذا الشأن، قال تقرير بوست أوفيس البريطانية، إن الدول الإفريقية غالباً ما توفر تجربة أرخص من غيرها من ناحية التكلفة اليومية مقارنة بالدول الأوروبية أو أميركا، نظراً لأسعار العملات المحلية.
السياحة بمنظور جديد
كانت مصر قد جاءت في المركز الثاني لقائمة الوجهات العربية المفضلة في الربع الثالث من 2023، وفقاً لبيانات شركة ويجو المتخصصة في حجوزات السفر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما احتفظت المملكة العربية السعودية بالمركز الأول لمدة ستة أشهر متتالية حتى فبراير شباط الماضي، وجاءت الإمارات في المركز الثالث، وفقاً للبيانات ذاتها.
وحققت السعودية أعلى مستوى تاريخي في إنفاق الزوّار القادمين للمملكة حتى نهاية الربع الثالث من عام 2023 بحجم إنفاق يتجاوز مئة مليار ريال، محققةً فائضاً بنحو 38 مليار ريال (10.13 مليار دولار أميركي) في بند السفر في ميزان المدفوعات، ونسبة نمو 72 في المئة مقارنة بالفائض المحقق خلال الفترة نفسها من عام 2022.
وتحرص المملكة على دعم القطاع السياحي لتنويع روافد اقتصادها، لذلك تعمل على الترويج لأبرز المناطق الأثرية لديها، كما تدعم سبل السياحة الميسرة بهدف إتاحة الوجهات والمنتجات والخدمات السياحية في متناول الجميع.
كان أستاذ الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، ماتيو بارساني، انطلق في رحلة سياحة ميسرة بعنوان (الأثر.. من الشرق إلى الغرب) في ديسمبر كانون الأول 2023، بدأها من الدمام.
وحول هذه الرحلة، قال بارساني لمنصة «CNN الاقتصادية» إن «الأمر استغرق 31 يوماً، إذ ركبت دراجتي اليدوية لمسافة 3078 كيلومتراً مروراً بعشر مدن رئيسية، وهي الدمام، والرياض، وبريدة، وحائل، والعلا، والبحر الأحمر الدولية، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجدة، وأخيراً جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية».
وأوضح أن الرحلة كانت صعبة، لكنه لن يتردد في القيام بها مجدداً، قائلاً «لقد شعرت بالتحول الثقافي المذهل والنابض بالحياة الذي يحدث في جميع أنحاء المملكة، ما يحدث هو شيء ستقرأه الأجيال المقبلة في الكتب، إنه يؤثر بشكل إيجابي على المنطقة والعالم إلى حد يصعب وصفه».
وحول الصعوبات التي واجهته، قال «في الليلة التي سبقت الرحلة، كنت أعاني من مستوى عالٍ جداً من آلام الأعصاب، الأمر الذي استنزف كل طاقتي الجسدية والعقلية؛ لم أستطع النوم، ومن الناحية البدنية، واجهت لحظتين صعبتين أثناء ركوب الدراجة باتجاه المدينة المنورة ومغادرتها، إذ كانت درجة الحرارة 36 درجة مئوية، وكانت هناك منحدرات طويلة جداً وحادة لنحو أكثر من 10 كيلومترات، وشعرت بجسدي يستسلم، لكنني ركبت الدراجة بسرعة 4.2 كيلومتر في الساعة، ولم أرضخ لذلك».
وأوضح أنه كان لوزارتي الرياضة والداخلية في السعودية دور فعال في تنظيم الرحلة واستكمالها، إذ قدمتا التصاريح والدعم اللوجستي وحراسة الشرطة على الطرق المزدحمة.