سيتعين على قطاع السفر الأميركي الانتظار لمدة عامين آخرين على الأقل حتى تتعافى السياحة الصينية المربحة إلى مستويات ما قبل الجائحة، إذ يؤدي النمو البطيء والتكاليف المرتفعة في الدولة الآسيوية إلى إبعاد السياح عن الولايات المتحدة.
وقد يؤدي انتعاش السفر في الصين بشكل أبطأ من المتوقع إلى زيادة الضغط على أرباح مشغلي الفنادق في الولايات المتحدة حتى مع مواجهتهم تعافي السفر المحلي الذي يدفعه التضخم المستمر.
وقال رايان يونك، كبير باحثي الاقتصاد في المعهد الأميركي للأبحاث الاقتصادية «كان من المتوقع أنه مع تخفيف قيود كوفيد-19، سيُظهر السفر بين الولايات المتحدة والصين، وخاصة السفر السياحي، نمواً كبيراً في الطلب وعودة على الأقل إلى مستويات ما قبل الجائحة… لم يحدث أي انتعاش من هذا القبيل».
وكانت الصين قد بدأت تدريجياً في رفع القيود المتعلقة بالسفر بدءاً من يناير كانون الثاني 2023، ورفعت قيود الرحلات الجماعية بالكامل في أغسطس آب من العام الماضي، لكن الارتفاع في عدد الوافدين الصينيين إلى ما يقرب من 1.1 مليون لا يزال أقل بنسبة 60 في المئة من مستويات عام 2019، وفقاً لبيانات المكتب الوطني الأميركي للسفر والسياحة.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السياح الصينيين ما زالوا يعانون من اقتصاد متذبذب، ويعطون الأولوية للمدخرات والسفر المحلي أو زيارة البلدان المجاورة لتوفير المال.
وقالت جمعية أصحاب الفنادق الأميركية الآسيوية، التي تضم نحو 20 ألف مالك فندق أميركي، إن انخفاض السياحة الصينية أدى إلى انخفاض الإيرادات والربحية.
وقالت الرابطة في بيان لرويترز «هذا بدوره أدى إلى فقدان الوظائف وضغوط مالية للموظفين والعاملين ذوي الصلة الذين يعتمدون على السياحة الدولية لكسب رزقهم».
وأنفق السياح الصينيون في الولايات المتحدة ما يصل إلى 15 مليار دولار في عام 2019، أكثر من أي سوق أخرى، وفقاً لاتحاد السفر الأميركي.
وتظهر بيانات إدارة التجارة الدولية لعام 2023 أن إنفاق السائحين الصينيين، والذي يبلغ في المتوسط 4137 دولاراً لكل زائر، يزيد بنسبة 123.6 في المئة على متوسط إنفاق السائحين الأجانب البالغ 1850 دولاراً لكل زائر.
وتظهر بيانات الهيئة إنفاق السياح الصينيين نحو 30 في المئة من إجمالي ميزانية الرحلة على أماكن الإقامة.
وقالت وزيرة التجارة جينا ريموندو العام الماضي إن الاقتصاد الأميركي سيكسب 30 مليار دولار و50 ألف وظيفة إذا عادت الصين إلى مستويات السياحة في 2019.
وقال المحللون أيضاً إن التوترات الجيوسياسية المتزايدة وارتفاع تكلفة الطيران بين الولايات المتحدة والصين تؤثر على السفر إذ لا يزال عدد الرحلات الجوية بين البلدين أقل من مستويات ما قبل الجائحة.
وقال باتريك سكولز، المحلل في شركة ترويست سكيوريتيز (Truist Securities) «المناخ السياسي السلبي بشكل عام بين الولايات المتحدة والصين لا يساعد السياحة بين البلدين».
وقامت الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا بتحفيز الزوار الصينيين من خلال رفع متطلبات التأشيرة.
وقفز عدد الوافدين الصينيين إلى تايلاند وسنغافورة بنسبة 1187.1 في المئة و942.2 في المئة في عام 2023، ليظل أقل من مستويات ما قبل الوباء ولكنه أعلى بكثير من الزيادة البالغة 192.9 في المئة في الولايات المتحدة.
وقالت منظمة السياحة الوطنية الصينية إنه بينما من المتوقع أن تنمو السياحة الخارجية من الصين إلى الولايات المتحدة في عام 2024، فمن المتوقع أن تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة فقط في عام 2026.
وذكر تقرير صادر عن مجلة إيكونوميست إنتليجنس أن العدد الإجمالي للمسافرين الصينيين إلى الخارج سيظل أقل من مستويات ما قبل الجائحة حتى عام 2025.
(رويترز)