تستعد شركة صناعة الطائرات الأميركية العملاقة بوينغ لإرسال أول رحلة مأهولة إلى الفضاء خلال أيام، وذلك بعد أعوام من تأجيل تلك الخطوة النوعية، ما تسبب في إهدار أكثر من مليار دولار للشركة.
وتحتاج بوينغ لتلك الخطوة لإثبات قدرتها التنافسية في مواجهة شركة سبيس إكس المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.
ومن المقرر إرسال اثنين من رواد الفضاء التابعين لناسا إلى وكالة الفضاء الدولية الأسبوع المقبل على متن الكبسولة الفضائية ستارلاينر سي إس تي 100 التي تصنعها بوينغ، في رحلة تجريبية تمهد لاعتماد ستارلاينر بشكل نهائي كمركبة فضاء تستخدم في رحلات الفضاء التجارية تحت مظلة برنامج الرحلات التجارية لوكالة ناسا.
حلم رحلات القمر والمريخ
عملت ناسا خلال السنوات الأخيرة على دعم برنامج لتصنيع مركبات فضاء خاصة لنقل رواد الفضاء والعملاء التابعين لها إلى وكالة الفضاء الدولية، بينما تطمح لتوسيع البرنامج في المستقبل ليشمل تسيير رحلات إلى القمر وكوكب المريخ، وتُعد ستارلاينر أحدث مركبة تنضم إلى الخط التجاري للوكالة.
وقد تحولت المركبة التي تتسع لسبعة أشخاص إلى رمز للتحديات التي تواجهها بوينغ لمواكبة منافساتها الجديدة في عالم الفضاء، وعلى رأسها سبيس إكس التي نجحت في إرسال أول رحلة مأهولة للفضاء في عام 2020 على متن مركبتها الفضائية كرو دراجون.
وفي عام 2019، أرسلت بوينغ مركبة ستارلاينر في رحلة غير مأهولة إلى وكالة الفضاء الدولية، لكنها فشلت وعادت إلى الأرض قبل الموعد المحدد بعدة أيام نتيجة للعديد من العيوب البرمجية والهندسية.
لكن في عام 2022، استطاعت الشركة تسيير رحلة ناجحة إلى وكالة الفضاء الدولية ذهاباً وعودة، وإن لم تكن مأهولة بطاقم بشري.
وتُعد المركبة نقطة تحول أساسية في علاقة الشراكة الطويلة بين بوينغ وناسا، إذ سيتم استخدامها لحمل رواد الفضاء التابعين للوكالة في مهماتهم الفضائية بمجرد اعتمادها كوسيلة نقل آمنة لهذا الغرض.
ونتيجة للتأخيرات المتكررة، تكبدت بوينغ غرامات بأكثر من 1.5 مليار دولار، بينما تكبدت ناسا 325 مليون دولار إضافية بعد أن اضطرت لزيادة قيمة عقدها الأساسي مع الشركة الذي يقدر بـ4.2 مليار دولار.
وفي الوقت الذي تكافح فيه بوينغ للانتهاء من تطوير ستارلاينر، حصلت منافستها سبيس إكس على المزيد من عقود تسيير الرحلات من ناسا.
وتصل تكلفة الحجز المسبق للمقعد الواحد في كرو دراغون التابعة لسبيس إكس إلى 55 مليون دولار مقابل 90 مليون دولار لمقعد في ستارلاينر، وفقاً لبيانات وكالة ناسا.