في الوقت الذي تكافح فيه العديد من الدول لتنشيط قطاعها السياحي وجذب المزيد من السائحين، تعاني فيه دول أخرى من تكدسات سياحية مفرطة وتسعى للحد من تدفق السائحين عليها.
وتأتي إسبانيا في مقدمة الفئة الأخيرة، إذ تشهد البلاد إقبالاً سياحياً غير مسبوق، ما دفع آلاف الإسبان للخروج في مظاهرات حاشدة بالشوارع مطالبين حكومتهم بالتدخل للحد من هذا التدفق المفرط الذي يتسبب في الضغط على المرافق العامة ورفع أسعار الإيجارات والمساكن.
لا للسياحة المفرطة
وشهد يوم السبت خروج نحو 10 آلاف شخص إلى الشوارع في جزر البليار الإسبانية حاملين لافتات تحمل شعارات مثل «لا للسياحة المفرطة»، وذلك قبيل موسم العطلات الصيفية.
وطالب المحتجون السلطات بمنع الأشخاص الذين لم تمضِ على إقامتهم خمس سنوات متصلة من شراء العقارات، مع وضع المزيد من الضوابط على دور الإقامة السياحية، مؤكدين أنهم ضد السياحة المفرطة وليس النشاط السياحي بشكل عام.
وفي هذا الإطار، قال أحد الوكلاء العقاريين لوكالة رويترز إن أكثر من نصف العقارات المؤجرة تستخدم للعطلات وبأسعار تفوق إمكانات السكان المحليين.
واستقبلت جزر البليار 14.4 مليون سائح العام الماضي لتحتل في المرتبة الثانية بعد إقليم كاتالونيا من حيث الوجهات الأكثر جذباً للسائحين في البلاد، وفقاً لبيانات معهد الإحصاءات الوطني في إسبانيا. ويمثل النشاط السياحي 45 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإقليم.
في المقابل، استقبلت كاتالونيا 18 مليون سائح وجزر الكناري 13.9 مليون سائح.
وفي أبريل نيسان الماضي، تظاهر الآلاف في جزر الكناري أيضاً مطالبين بوضع قيود مؤقتة على أعداد السائحين للمساهمة في خفض الإيجارات التي شهدت زيادة كبيرة مؤخراً، والحد من معدل تشييد الفنادق التي تتسبب في رفع تكلفة المساكن للمواطنين.