يبدو أن استضافة باريس دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024 لن تكون كافية لدعم شركات الطيران، وسط عزوف واضح من السياح عن العاصمة الفرنسية.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية أنها تتوقع خسارة تصل إلى 180 مليون يورو (193 مليون دولار) خلال الربع المالي الحالي، مشيرة إلى انخفاض في الطلب على السفر إلى باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية، التي تقام بين 26 يوليو تموز و11 أغسطس آب 2024.

وقالت الشركة في بيان لها «الأسواق الدولية تظهر تجنباً كبيراً لباريس، إن السفر بين المدينة والوجهات الأخرى أقل أيضاً من المتوسط ​​المعتاد في شهري يونيو وأغسطس، إذ يبدو أن المقيمين في فرنسا يؤجلون عطلاتهم إلى ما بعد الألعاب الأولمبية أو يفكرون في خطط سفر بديلة».

وتتوقع شركة النقل أن يعود السفر إلى فرنسا إلى طبيعته بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، مع توقعات بمستويات طلب مشجعة في نهاية أغسطس وشهر سبتمبر أيلول.

ويتماشى بيان الخطوط الجوية الفرنسية مع بيانات من مكتب السياحة في باريس، الذي توقع مؤخراً انخفاضاً بنسبة 14.8 في المئة في عدد الوافدين الأجانب في يوليو 2024 مقارنة بالشهر نفسه من عام 2023.

كما توقعت شركة بيانات تذاكر الطيران «فورورد كييز ForwardKeys»، زيادة بنسبة عشرة في المئة في حجوزات الطيران إلى العاصمة الفرنسية -وهو مؤشر للنشاط السياحي- بدءاً من السادس من يونيو 2024 فصاعداً، ويعتبر ذلك أقل بكثير من الزيادة التي بلغت 115 في المئة في عدد السياح الوافدين لحضور دورة ألعاب ريو 2016.

مخاوف أدت للعزوف عن باريس

يبدو أن ارتفاع تكاليف السفر والإقامة والاضطراب السياسي الفرنسي والمخاوف الأمنية تثني العديد من عشاق الرياضة والزوار عن حضور دورة الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف.

وقال آلان باتشاند وكيل السفر الرياضي المقيم في الولايات المتحدة في تصريحات لوكالة رويترز «في الوقت الحالي هذه أقل الحجوزات التي شهدناها منذ 25 عاماً لأي حدث رياضي تقريباً»، مشيراً إلى التحديات التي تواجهها المدن الكبرى في استضافة الأحداث الرياضية الدولية، فهي بالفعل مزدحمة ومكلفة، ما يخيف المستهلكين المهتمين بالأسعار.

كما يكشف استطلاع رأي للوكالة أيضاً أنه هناك تباطؤ في الطلب على السفر، مع استعداد المسافرين لإنفاق الأموال على التجارب بدلاً من السلع في أعقاب جائحة كورونا، إذ أصبحوا أكثر حساسية لزيادة الأسعار.

ومع ذلك، توقعت دراسة مستقلة أجراها مركز القانون واقتصاد الرياضة «سي دي إي أس»، الذي يراقب الألعاب الأولمبية في باريس، أن تؤثر الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024 إيجابياً على الاقتصاد، مرجحة مكاسب بقيمة 8.9 مليار يورو (9.6 مليار دولار) للمدينة.

ومن المتوقع أن يزور باريس ما بين 2.3 و3.1 مليون زائر من حاملي التذاكر خلال دورة الألعاب الأولمبية، ثلثاهم تقريباً من الفرنسيين، مع إنفاق السياح، المحليين والدوليين، بما يقدر بنحو 2.8 مليار دولار، وفقاً لمكتب السياحة في باريس.