تطمح مدينة ووهان الصينية، التي تضم 11 مليون نسمة، لأن تكون أول مدينة بلا سائقين، لذا تقوم بالترويج لاستئجار السيارات ذاتية القيادة بأسعار منخفضة للغاية.

وذكرت وسيلة الإعلام الحكومية، جلوبال تايمز، أن الأسعار الأساسية تبدأ من 4 يوانات (55 سنتاً) مقارنة بـ18 يواناً (2.48 دولار) لسيارة أجرة يقودها إنسان، وهذا لرحلة تبلغ 6 أميال.

ويغطي أسطول من 500 سيارة معظم أنحاء المدينة.

وتطمح شركة أبولو جو، المالكة للأسطول، والتابعة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة بايدو (BIDU)، إلى مضاعفة الأسطول إلى 1000 سيارة بحلول نهاية 2024، وفقاً لبيان الشركة الصادر في مايو، هذا مقارنةً بسبعة عشر ألف سيارة أجرة عادية في المدينة.

وقال مصدر في الشركة لشبكة CNN «إن الخصومات المقدمة من الشركات والإعانات المقدمة من الحكومات المحلية تُستخدم خلال فترة الإطلاق الأولية لحث الأشخاص على تجربة خدمات جديدة، وقد يكون السعر المنخفض للغاية استراتيجية مؤقتة».

ومن المتوقع أن تصبح الصين، التي تعد بالفعل أكبر سوق للسيارات في العالم، يوماً ما أكبر سوق للسيارات الآلية، وفقاً لتقرير عام 2023 الصادر عن شركة ماكينزي الاستشارية.

وتتوقع ماكينزي أن يحقق القطاع إيرادات تتراوح بين 300 مليار دولار و400 مليار دولار بالصين بحلول عام 2035، ويرجع ذلك جزئياً إلى الدعم الذي تقدمه بكين للبرامج التجريبية.

إضرار بسوق العمل

تعاني القوى العاملة الصينية بالفعل من ركود الأجور نتيجة الضغوط الانكماشية التي تلاحق الاقتصاد بعد سنوات من القيود الصارمة وفترات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا، هذا بالإضافة إلى أزمة قطاع العقارات، ولا يحتاجون إلى ضغوط جديدة نتيجة التبني المتسارع لسيارات الأجرة ذاتية القيادة.

يقول تو لو، المدير الإداري لشركة سينو أوتو إنسايتس، لشبكة سي إن إن «الشعب الصيني أصبح أكثر خوفاً من فقدان وظائفه مع تراجع الأداء الاقتصادي، وتزايد الاعتماد على السيارات ذاتية القيادة إحدى الطرق التي تؤدي إلى فقدان كبير الوظائف، وخلال سنوات قليلة».

وأصبح رد الفعل العنيف ضد الخدمة، خاصة ضد التسعير المنخفض لشركة أبولو جو، ثاني أهم موضوع شائع الأسبوع الماضي على موقع المدونات الصغيرة الصيني، ويبو، حيث شارك أكثر من 75 مليون مستخدم في المناقشة الأسبوع الماضي، «سوف يسرقون وعاء الأرز الخاص بك»، كتب أحد المستخدمين، وقال مستخدم آخر «سيتم إغلاق مدارس القيادة، وتسريح مفتشي الطرق وسائقي سيارات الأجرة».

مصدر آخر للمخاوف هو شكاوى سكان ووهان بشأن الاختناقات المرورية، إذ فشلت السيارات ذاتية القيادة في الاستجابة لإشارات المرور، وفي وقت سابق من هذا الشهر تجاوزت سيارة أجرة آلية إشارة حمراء واصطدمت بالمشاة، حسب ما ذكرت صحيفة الشعب اليومية التابعة للدولة.