انخفض عدد رحلات الطائرات الخاصة بنسبة 15 في المئة في النصف الأول من العام مقارنة بذروتها في عام 2022، إذ يكافح قطاع الطيران الخاص مع تراجع الطلب في مشهد تنافسي جديد للسفر الفاخر.
وعلى الرغم من الدعم قصير الأجل بفضل موسم الألعاب الأولمبية الصيفية، بتسجيل 713 رحلة بالطائرات الخاصة إلى باريس في الأسبوع الأخير من يوليو تموز، يواصل قطاع الطائرات الخاصة فقدان الزخم في موسم السفر هذا، فانخفضت رحلات الطيران للطائرات الخاصة إلى 610 آلاف في النصف الأول من العام، من 645 ألفاً في العام الماضي و716 ألفاً في عام 2022، وفقاً لبيانات من «أرغوس إنترناشونال».
يسلط الانخفاض الذي استمر عامين الضوء على التصحيح المستمر في قطاع الطيران الخاص، مع تراجع زيادة أعضاء الطيران الخاص الجدد ومشغلي الطائرات الذين بدأوا في السفر الخاص للمرة الأولى خلال جائحة كوفيد، حتى إن المسافرين الأثرياء للغاية باتوا يقللون من إنفاقهم.
وقال روب ويزنثال، الرئيس التنفيذي لشركة بليد إير موبيليتي، وهي شركة تأجير الطائرات والمروحيات، «خلال الذروة، كان الجميع يقولون إن الأشخاص الذين يسافرون على متن طائرات خاصة لأول مرة لن يعودوا أبداً إلى الطيران التجاري أبداً، ولكن ماذا حدث؟ عاد الكثيرون، وما زالوا يعودون».
أسعار إيجار الطائرات الخاصة
لا يزال القطاع متقدماً مقارنة بمستويات عام 2019، ويقول الخبراء إنه إذا استبعدنا الارتفاع غير الطبيعي في عامي 2021 و2022، فإن الأعمال كانت ترتفع على طول مسار نموها المعتاد.
ومع ذلك، خلقت أوقات الزخم في عصر ما بعد الجائحة موجة من الانتعاش في الصناعة، ما أدى إلى موجة من الاكتتابات العامة الأولية والشركات الناشئة، وتنافس محموم على الطائرات والطيارين.
الآن، يقول الكثيرون، إن كل هذا التوسع يمهد الطريق لتباطؤ العمليات؛ إذ شهدت شركة «ويلس أب»، التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام في عام 2021 من خلال شركة (SPAC) انخفاض أسهمها بأكثر من 90 في المئة قبل أن تتدخل شركة «دلتا إيرلاينز» للمساعدة في إنقاذ الشركة باستثمار وشراكة.
ولم تحقق «ويلس أب» أيَّ أرباح ربع سنوية على الإطلاق، وأعلنت الأسبوع الماضي عن خسارة صافية في الربع الثاني بلغت 97 مليون دولار وانخفاض بنسبة 29 في المئة في عدد الأعضاء على أساس سنوي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، جورج ماتسون، إن «ويلس أب» تحرز تقدماً قوياً، وإن «عملنا هذا الربع عزز موقفنا في طليعة تقديم حلول الطيران العالمية المتكاملة التي تجمع بسلاسة بين النظم البيئية المنفصلة سابقاً للسفر الخاص والتجاري».
كما أغلقت «جيت إت»، وهي شركة تشغيل طائرات خاصة كبيرة في الولايات المتحدة، أبوابها العام الماضي بعد توقف أسطولها، وواجهت «فيستا جيت» مخاوف متكررة وتقارير إعلامية حول عبء ديونها.
ويقول خبراء الصناعة إن بعض مشغلي الرحلات المستأجرة الأصغر قد يواجهون قريباً قرارات صعبة، إذ تظل الأساطيل خاملة وينخفض الطلب.
وقال دوج جولان، مؤسس ورئيس تحرير مجلة «برايفت جيت كارد كومباريزونز» إن «المشغلين الأصغر حجماً الذين لديهم ثلاث أو أربع أو خمس طائرات نفاثة هم الذين يتضررون».
تأثير جائحة كوفيد على قطاع الطيران الخاص
إن التحديات الأخيرة والنجاحات العابرة في مجال الطيران الخاص تعود إلى جائحة كوفيد؛ ففي عام 2020 مع إغلاق المطارات وشركات الطيران قدمت الطائرات الخاصة وسيلة هروب وطريقة أكثر أماناً للطيران، وأصبح المسافرون الأثرياء الذين نادراً ما سافروا على متن طائرات خاصة -إن سافروا- بسبب التكلفة واستهلاك الطاقة، قادرين الآن على تبرير خياراتهم على ارتفاع 40 ألف قدم.
وقال جاي داكسون، مؤسس ورئيس شركة الاستشارات سنترال بيزنس جيتس «كان هناك قسم كامل من السكان كان قادراً على تحمل تكاليف الطيران على متن طائرات خاصة، لكنهم كانوا دائماً مترددين لأنهم لم يعجبهم المظهر»، «مع كوفيد، كان لديهم سبب للطيران على متن طائرات خاصة؛ لقد شهدنا ارتفاعاً هائلاً في الطلب».
كما أدى تدفق السيولة من الإنفاق الحكومي والحوافز وانخفاض أسعار الفائدة وسوق الأوراق المالية المزدهرة إلى خلق كميات قياسية من الثروة لدفع تكاليف الطيران على متن طائرات خاصة، وسارعت الشركات إلى شراء الطائرات وتوظيف الطيارين وتسجيل أعضاء جدد.
قبل عام 2019، لم يكن هناك سوى بضعة أشهر تجاوزت فيها رحلات الطائرات الخاصة مئة ألف رحلة، في عام 2021 تجاوزت كل شهر تقريباً مئة ألف، مع تجاوز يوليو تموز 2021 300 ألف رحلة.
ولذلك طغى الطلب على الصناعة؛ إذ بدأ ركاب الطائرات الخاصة الذين دفعوا مبالغ من ستة أرقام للرحلات يواجهون تأخيرات وإلغاءات إذ لم يتمكن المشغلون من شراء أو استئجار الطائرات بالسرعة الكافية، كما أدى نقص الطيارين وقطع الغيار إلى توقف الأساطيل.
في عام 2023، بدأ الطلب في الانخفاض حتى مع بدء تشغيل المزيد من الطائرات والطيارين، وشعر بعض المسافرين الأثرياء أنهم لم يعد بإمكانهم استخدام كوفيد كذريعة -لأنفسهم أو للآخرين- للسفر على متن طائرات خاصة، بالنسبة للآخرين أصبحت أسعار الطيران الخاصة المرتفعة خارجة عن السيطرة.
قال جولان «الأسعار أعلى بنحو 20 في المئة مقارنة بما كانت عليه في عام 2019».
وأضاف «يقول الكثير من الناس، لقد أنفقت 300 ألف دولار أو 350 ألف دولار على الرحلات الجوية العام الماضي، ولن أنفق 400 ألف دولار أو 450 ألف دولار هذا العام»، حتى لو كان لديهم المال، فإن لديهم رقماً بالدولار في رؤوسهم لا يريدون تجاوزه.