أصدرت الهيئة الوطنية لسلامة النقل «توصيات سلامة عاجلة» لبعض طائرات بوينغ 737 بما في ذلك خط 737 ماكس المتعثر، محذرة من أن أدوات التحكم الحرجة في الطيران قد تتعطل.

وأصدرت وكالة التحقيق المستقلة تحذيراً من أن المحرك المثبت على دفة بعض طائرات 737 NG و737 MAX قد يفشل.

يأتي هذا الإجراء في أعقاب حادث وقع في فبراير حيث واجهت طائرة بوينغ 737 ماكس 8 تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز انحشاراً في التحكم بالدفة في الوضع المحايد أثناء الهبوط في نيوارك.

أحدث ضربة لطائرات بوينغ

ويعتبر هذا التحذير هو أحدث ضربة موجعة لشركة بوينغ، حيث شهدت الشركة سلسلة من الانتقادات والفضائح هذا العام، بدءاً من انفجار سدادة باب في الجو في يناير كانون الثاني إلى إضراب 33 ألف عامل هذا الشهر فقط.

وقالت هيئة سلامة النقل الوطنية في بيان صحفي إن «دليل طيران طائرة بوينغ 737 يوجّه الطيارين الذين يواجهون دفة محشورة أو مقيدة إلى التغلب على النظام المحشور أو المقيد (باستخدام) أقصى قدر من القوة، بما في ذلك الجهد المشترك للطيارين».

وأعربت الهيئة عن قلقها من أن هذه الكمية من القوة المطبقة أثناء الهبوط أو الانطلاق قد تؤدي إلى إدخال كبير في دواسات الدفة وانحراف مفاجئ وكبير وغير مرغوب فيه للدفة، ما قد يتسبب عن غير قصد في فقدان السيطرة أو المغادرة من المدرج.

وأوصت الهيئة الوطنية لسلامة النقل شركة بوينغ بإيجاد حل بديل وتحذير الطيارين بشأن هذه المشكلة.

وفي بيان لها، قالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها «تراقب الموقف عن كثب» وستعقد لجنة مراجعة الإجراءات التصحيحية بناءً على التوصيات المؤقتة للمجلس الوطني لسلامة النقل وستحدد الخطوات التالية.

حوادث متكررة

على مدى السنوات الخمس الماضية، عانت شركة بوينغ من عدد لا يحصى من المشكلات، بعضها مأساوي والعديد منها محرج، وقد ثبت أن معظمها مدمر مالياً.

وأسفر حادثا تحطم طائرتي بوينغ 737 ماكس، اللذان وقعا في أكتوبر 2018 ومارس 2019 على التوالي، عن وفاة 346 شخصاً، ما أدى إلى إيقاف تشغيل الطائرة الأكثر مبيعاً للشركة لمدة 20 شهراً لإجراء تعديلات تصميمية شاملة.

وأثار حادث انفجار سدادة باب طائرة 737 ماكس في 5 يناير مزيداً من الشكوك حول جودة وسلامة طائرات بوينغ، ما أدى إلى تكثيف الأسئلة حول إجراءات الشركة في مجال الجودة والسلامة.

وعلى الرغم من عدم مقتل أو إصابة أحد بجروح خطيرة، فإن الحادث أدى إلى فتح تحقيقات فيدرالية مكثفة، كشفت عن خطأ جسيم في تصنيع الطائرة، حيث غادرت مصنع بوينغ دون تثبيت البراغي الأربعة التي تحافظ على سدادة الباب في مكانها.

ومنذ ذلك الحين، وافقت شركة بوينغ على الاعتراف بالذنب في التهم الجنائية الفيدرالية المتعلقة بخداع إدارة الطيران الفيدرالية أثناء التحقيق الأولي في قضية طائرة ماكس، وكجزء من اتفاقها مع وزارة العدل الأميركية، سيتعين على الشركة العمل تحت إشراف مراقب معين من قبل المحكمة.