أمر تشوي سانج-موك القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بالكامل في البلاد، للوقوف على معايير السلامة، في حين يعمل المحققون على تحديد هوية ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب أمس ومعرفة السبب وراء وقوع الكارثة.
ولقي 179 شخصاً حتفهم عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة جيجو إير في أثناء محاولتها الهبوط، حيث انحرفت عن المدرج واصطدمت بجدار في مطار موان الدولي لتتحول إلى كرة من اللهب، وتم انتشال اثنين من أفراد الطاقم على قيد الحياة.
أضاف تشوي في اجتماع لإدارة الكوارث في سيول أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي تحديد هويات الضحايا ودعم أسرهم وعدم ادخار أي جهد في علاج فردي الطاقم اللذين نجيا من الكارثة.
وقال «حتى قبل ظهور النتائج النهائية (للتحقيق)، نطلب من المسؤولين الكشف بكل وضوح عن سير التحقيق في الحادث وإبلاغ أسر الضحايا على الفور».
وتابع «فور الانتهاء من عملية انتشال جثث الضحايا، نطالب وزارة النقل بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بالكامل للوقوف على معايير السلامة لمنع تكرار حوادث الطائرات».
وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن الحادث وقع لدى وصول الرحلة رقم 7 سي 2216 من بانكوك عاصمة تايلاند، وعلى متنها 175 راكباً وستة من أفراد الطاقم، ومحاولتها الهبوط بالمطار في جنوب البلاد بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بقليل (00:00 بتوقيت غرينتش).
وقال مسؤولون بإدارة الإطفاء إن المحققين ينظرون في أمر اصطدام الطائرة بسرب طيور وفي أحوال الطقس بوصفها عوامل محتملة للتسبب في الحادث، ويقول خبراء إن تساؤلات كثيرة لا تزال دون إجابة، بما في ذلك السبب في انطلاق الطائرة ذات المحركين من طراز بوينغ 737-800 بهذه السرعة ولماذا لم تظهر عجلات الهبوط عندما انحرفت عن المدرج واصطدمت بالجدار.
ويبذل المحققون جهوداً حثيثة للتعرف على هويات بعض آخر الضحايا المتبقين، بينما كانت عائلات الضحايا تنتظر داخل مبنى مطار موان.
ويعكف عمال الطوارئ حالياً على البحث بدقة في حطام الطائرة التي دُمرت بالكامل تقريباً عندما انفجرت وتحولت إلى كرة من اللهب، وقال مسؤولون بوزارة النقل إنه تم انتشال مسجل بيانات الرحلة (الصندوق الأسود)، لكن يبدو أن أضراراً لحقت به ولم يتضح بعد ما إذا كانت البيانات سليمة بما يكفي لتحليلها.
ويظل مطار موان مغلقاً حتى يوم الأربعاء، وهبطت أسهم شركة الطيران الاقتصادي جيجو إير إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث انخفضت بنحو 15.7 بالمئة.
وبموجب قواعد الطيران العالمية ستقود كوريا الجنوبية تحقيقاً مدنياً في الحادث، وستدعو مجلس سلامة النقل الوطني في الولايات المتحدة للمشاركة في التحقيق، حيث تم تصميم الطائرة وبناؤها.
وقال مجلس سلامة النقل الوطني إنه يقود فريقاً من المحققين الأمريكيين لمساعدة هيئة الطيران في كوريا الجنوبية، وتشارك أيضاً بوينغ وإدارة الطيران الاتحادية في جهود المساعدة.