تعتزم شركة نيسان موتور، بيع السيارات الكهربائية التي طورتها بالصين على مستوى العالم، إذ أبرمت اتفاقاً مع أكبر جامعة صينية؛ بهدف الاستفادة من الموارد المحلية لتسريع البحث والتطوير في مجال الكهرباء.

أعلنت نيسان أنها ستنشئ مركز أبحاث مشترك مع جامعة تسينغهوا الصينية العام المقبل، مع التركيز على البحث وتطوير السيارات الكهربائية، بما في ذلك البنية التحتية للشحن وإعادة تدوير البطاريات.

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة نيسان، ماكوتو أوشيدا، في بيان «إننا نأمل أن يساعدنا هذا التعاون في اكتساب فهم أعمق للسوق الصينية وتطوير استراتيجيات تلبي احتياجات العملاء في الصين بشكل أفضل».

مصنع نيسان للسيارات في كامينوكاوا
مصنع نيسان للسيارات في كامينوكاوا (غيتي)

يأتي إطلاق مركز الأبحاث امتداداً للجهود البحثية المشتركة التي بذلتها الشركة مع تسينغهوا منذ عام 2016، والتي ركزت على التنقل الذكي وتكنولوجيا القيادة الذاتية.

من جهته، قال نائب رئيس نيسان موتور ورئيس نيسان الصين، ماساشي ماتسوياما، في حديث إلى الصحفيين في بكين، إن شركة صناعة السيارات اليابانية تدرس تصدير مجموعة من المركبات الحالية ذات محركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية النقية والهجينة المصنعة والمطورة في الصين إلى الأسواق الخارجية.

وأضاف أن نيسان تدرس استهداف الأسواق نفسها التي يستهدفها منافسوها الصينيون مثل (بي واي دي).

المنافسة في سوق السيارات الكهربائية

تنضم نيسان إلى العلامات التجارية الأجنبية مثل تسلا، وبي إم دبليو، وفورد، اللاتي تعمل على توسيع صادراتها من السيارات صينية الصنع؛ لاستغلال انخفاض تكاليف التصنيع، والاستفادة من قدرة المصانع.

وشكلت الصين أكثر من خُمس مبيعات نيسان العالمية التي تبلغ نحو 2.8 مليون سيارة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، بانخفاض عن أكثر من الثلث للفترة ذاتها من 2022.

كانت شركات صناعة السيارات اليابانية واجهت تحدياً كبيراً في المبيعات داخل الصين خلال العام الجاري، وهي أكبر سوق للسيارات في العالم؛ بسبب شعبية العلامات التجارية المحلية والمنافسة الشديدة في الأسعار وسط التحول السريع إلى السيارات الكهربائية.

وأثرت المنافسة في سوق السيارات الكهربائية على العديد من الشركات الكبرى مثل فولكس فاغن على سبيل المثال، فعندما رسمت مستقبلها الكهربائي في عام 2019، كانت أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، مع تطلعات للتغلب على شركة تسلا الأولى عالمياً في مجال تصنيع السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، بحلول منتصف العقد الجاري.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي حينذاك هربرت ديس للمساهمين مؤخراً «ستتغير شركة فولكس فاغن بشكل جذري».

لكن هذا التحول لم يحدث، فبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات، لا تزال مجموعة فولكس فاغن، بما في ذلك أودي وبورشه، متخلفة عن سيارة تسلا التي يملكها إيلون ماسك، إذ باعت أقل من نصف السيارات الكهربائية التي باعتها منافستها الأميركية، والتي بلغت 1.31 مليون سيارة في العام الماضي.

وفي سوق من المتوقع أن تنمو فيها مبيعات السيارات الكهربائية بأكثر من الربع في عام 2023، توقعت شركة غلوبال داتا لتحليل البيانات، أن تتقلص مبيعات فولكس فاغن بنسبة 7 في المئة.

وشهد عام 2022 فجوة كبيرة بين المنافسين على سوق السيارات الكهربائية، إذ سلمت تسلا 1.31 مليون سيارة كهربائية ببطارية، وارتفعت مبيعات بي واي دي بما يزيد على ثلاثة أضعاف عام 2021، إذ بلغت ما يقرب من 1.86 مليون بما يتضمن السيارات الهجينة القابلة للشحن.

كما بلغت مبيعات ستيلانتس التي تصنع كرايسلر وجيب، 288 ألف سيارة، بينما تتخلف تويوتا وفورد وجنرال موتورز عن هذه المبيعات.

اشتعلت هذه المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، بسبب تكاليف الإنتاج البسيطة، ما يسمح لشركات السيارات بتقديم أسعار أكثر تنافسية.

(رويترز)