تجد البنوك الأميركية صعوبة في التنبؤ بالأرباح بسبب ضبابية مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ما دفع بعضها إلى تبني موقف حذر لبقية العام.
وجنت البنوك في الولايات المتحدة أرباحاً عالية في الأرباع الأخيرة حيث بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في مارس آذار 2022 لترويض التضخم، ما عزز صافي دخل الفائدة أو الفرق بين ما يكسبه المقرضون على القروض ويدفعونه للودائع.
لكن هذا التأثير الإيجابي آخذ في التضاؤل، وأصبحت التوقعات بشأن أسعار الفائدة غير مؤكدة الآن، خاصة بعد أن جاءت بيانات التضخم الأميركية لشهر مارس آذار أعلى من المتوقع.
وارتفعت الأسعار الاستهلاكية بالولايات المتحدة خلال مارس آذار بنسبة 3.5 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023، وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنحو 0.4 في المئة مقارنة بفبراير شباط عندما سجلت زيادة بـ3.2 في المئة، وجاءت القراءة أعلى من تقديرات المحللين الذين توقعوا ارتفاع الأسعار بـ0.3 في المئة على الشهر السابق.
صافي دخل الفائدة
قال مايكل سانتوماسيمو، المدير المالي لبنك ويلز فارغو «من المؤكد أنه من الصعب هذه الأيام التنبؤ بصافي دخل الفائدة، نظراً لكل التقلبات التي شهدناها عبر الكثير من البيانات المختلفة، بالإضافة إلى عدم اليقين الجزئي الموجود فيما يتعلق بكيفية تصرف عملائنا».
انخفض صافي دخل الفائدة في بنك ويلز فارغو بنسبة 8 في المئة في الربع الأول، متأثراً بارتفاع أسعار الفائدة على تكاليف التمويل، بما في ذلك تأثير انتقال العملاء إلى منتجات الودائع ذات العائد المرتفع، فضلاً عن انخفاض أرصدة القروض.
وأكد البنك يوم الجمعة أن صافي دخل الفوائد قد ينخفض بنسبة 7 في المئة إلى 9 في المئة هذا العام.
وقال جي جي كيناهان، الرئيس التنفيذي لشركة الوساطة أي جي نورث أميركا «يعرف الناس أن أسعار الفائدة غير مؤكدة ولكن تغيرات الأسعار لها تأثير أسرع على البنوك مقارنة بالقطاعات الأخرى».
وأشار جيه بي مورغان تشيس إلى تحديات مماثلة في التعامل مع بيئة الأسعار المتغيرة.
وقال المدير المالي جيريمي بارنوم في مكالمة هاتفية للمحللين بعد الأرباح إنه على الرغم من أن توجيهاته الحالية لم تكن مختلفة بشكل كبير عما كانت عليه في الربع الرابع، فإنها كانت تعتمد على «منحنى العائد الحالي، الذي أصبح قديماً بعض الشيء الآن».
وأفاد بنك جيه بي مورغان أن صافي دخل الفائدة ارتفع بنسبة 11 في المئة لكنه توقع أن يكون دخل العام بأكمله من مدفوعات الفائدة أقل من توقعات المحللين، كان المسؤولون التنفيذيون في بنك جيه بي مورغان قد حذروا لعدة أشهر من أن ارتفاع صافي دخل الفائدة ليس مستداماً.
وفي سيتي غروب، ارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 1 في المئة على أساس سنوي، وتوقع البنك أن ينخفض صافي دخل الفائدة باستثناء الأسواق بشكل متواضع، حيث سيكون النمو من الإيرادات التي لا تحمل فوائد.
وقال مارك ماسون المدير المالي لسيتي غروب، إن التخفيضات الأقل في أسعار الفائدة المتوقعة هذا العام «ليس لها تأثير مادي» على توجيهات البنك.
وقال مارك نارون، المدير الأول في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني «على الرغم من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الداعمة على المدى الطويل، فإن المؤشرات المبكرة تشير إلى أن البنوك ستحافظ في الغالب على توجيهاتها المتشائمة نسبياً لصافي دخل الفائدة لعام 2024».
وكانت البنوك إيجابية بشكل عام بشأن الاقتصاد، حيث قال ديمون إن الاقتصاد لا يزال قوياً مع وجود أموال زائدة لدى الناس لإنفاقها.
وقال ريك ميكلر، الشريك في شركة شيري لين للاستثمارات «ليس هناك شك في أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثلة في أسعار الفائدة المرتفعة للغاية على المدى القصير تؤثر على البنوك».
وأضاف «كانت المفاجأة دائماً أن الاقتصاد لم يتباطأ، وكثير من أرباح البنوك مرتبطة بالظروف الاقتصادية».