هوت مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية بنسبة 36 في المئة خلال الربع الأول من 2024 مقارنة بالربع نفسه من 2023، وفقاً لما أظهرته بيانات المجلس العالمي للذهب يوم الثلاثاء.
ويأتي تراجع مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية بعد إقبال كبير للتحوط من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي عانت منها مصر خلال العام الماضي عن طريق شراء المعدن الأصفر.
وبحسب البيانات فإن المصريين اشتروا 5.2 طن من السبائك خلال الفترة من يناير كانون الثاني 2024 إلى مارس آذار الماضيين مقابل 8.1 طن خلال الفترة نفسها عام 2023.
وخلال هذه الفترة اتسعت الفجوة بين سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية والسعر في البنوك المصرية حتى أقرت مصر خفضاً لسعر الجنيه في بداية مارس آذار الماضي.
ويقول أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة «في أى ماركتس» في مصر، إن انخفاض مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية خلال هذه الفترة يبدو منطقياً لأن سعر الذهب في مصر كان قد وصل إلى ذروته في السوق المحلية وهو 4 آلاف جنيه للغرام، مقابل مستويات أقل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضاف لـ«CNN الاقتصادية» أنه خلال العام الماضي تحوط المصريون بشدة من التداعيات الاقتصادية التي مرت بها البلاد عبر شراء الذهب والسبائك لذا تراجعت السيولة ومن ثم انخفضت المشتريات خلال العام الجاري.
وأوضح أن تراجع المشتريات أيضاً يعود إلى أن مصر سمحت للمصريين القادمين من الخارج بجلب السبائك الذهبية معفية من الضريبة الجمركية، وهو ما خفّض الطلب المحلي خلال الربع الأول من العام الجاري.
وفي مايو أيار الماضي أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قراراً بإعفاء واردات الذهب من الضريبة الجمركية والرسوم الأخرى، ومنذ ذلك التاريخ تسجّل مشتريات المصريين من السبائك الذهبية تراجعاً، وفقاً لبيانات المجلس العالمي للذهب.
وعلى أساس ربع سنوي تراجعت مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية خلال الربع الأول من 2024 مقارنة بالربع الأخير من 2023 لتسجّل 5.2 طن مقابل 5.5 طن.
وتشير توقعات معطي إلى أن الربع الثاني من 2024 سيكون انخفاض مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية عنيفاً لأن المصريين اتجهوا للاستثمار في شهادات ادخارية ذات عوائد مرتفعة بدلاً من الذهب.
وأضاف: «مَن اشترى الذهب لا يبيعه حالياً، ولم تعد لديه أموال لشراء كميات أخرى».
ارتفاع مشتريات المشغولات الذهبية في مصر
وتُظهر بيانات المجلس العالمي للذهب أن مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية ارتفعت خلال الربع الأول من 2024 إلى نسبة ثلاثة في المئة لتسجل ثمانية أطنان مقارنة بالفترة نفسها في 2024.
وعلى أساس ربع سنوي ارتفعت المشتريات بنسبة 33 في المئة في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالربع الرابع من 2023.
ويُرجع معطي هذا الارتفاع إلى أن مصر شهدت فورة في الطلب على السبائك والعملات الذهبية خلال العام الماضي، ما أدى إلى نقص شديد في المعروض منها، وهو ما دفع المصريين إلى شراء المشغولات الذهبية بدلاً من السبائك.
ويشير تقرير المجلس العالمي للذهب إلى أن الطلب على المشغولات الذهبية كان متراجعاً في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الأول من 2024 بنسبة أربعة في المئة مدفوعاً بانخفاض الطلب في الإمارات والسعودية رغم الارتفاع في مصر.
وبحسب التقرير، فإن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً هو السبب في انخفاض الطلب بالإمارات والسعودية، فيما أسهم وصول مصر لاتفاق مع صندوق النقد الدولي وما تبعه من انخفاض عملتها في زيادة الطلب بالسوق المصرية.
وفي مارس آذار الماضي توصلت مصر لاتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي على زيادة قيمة قرضها إلى ثمانية مليارات دولار، سبقها خفض شديد في سعر العملة ورفع أسعار الفائدة بواقع 600 نقطة أساس.