يتوقع أن تشهد صادرات القمح من روسيا، انخفاضاً حاداً خلال النصف الأول من عام 2025، مع انخفاض المحصول وقيود حكومية صارمة للحد من الصادرات، وفقاً لتقرير من إس آند بي غلوبال كوميدتي إنسايتس.

ويعد انخفاض الصادرات الروسية من القمح فرصة جيدة لأوروبا التي تواجه منافسة شرسة مع موسكو في سوق الحبوب، إلا أنه سيكون تحدياً للدول التي تعتمد على القمح الروسي في وارداتها وعلى رأسها مصر.

ووفقاً لحسابات كوميدتي إنسايتس فإن صادرات القمح من روسيا ستبلغ 45 مليون طن متري خلال الموسم الذي بدأ في يوليو تموز 2024 وينتهي في يونيو حزيران 2025، مقابل 54.7 مليون طن متري في الموسم السابق له.

وتعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، بجانب عدة محاصيل مثل الذرة والشعير.

ويواجه محصول القمح الروسي تحديات جوية مثل الصقيع والجفاف هذا العام، ما أدى إلى تلف المحاصيل وانخفاض الإنتاج.

ويتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج القمح في روسيا 81.6 مليون طن متري في الموسم 2024- 2025، بما يمثل أدنى مستوى إنتاج منذ 2021، وفقاً لمحلل في سوق الحبوب بالبحر الأسود.

ويقول محللون لكوميدتي إنسايتس إن محصول القمح الشتوي للموسم الجديد في حالة سيئة، ووفقاً لخبراء السوق، فإن محصول القمح في أسوأ حالاته منذ عقود، ونحو 37 في المئة من المحاصيل في حالة سيئة، وهو أعلى مستوى في السنوات العشرين الماضية.

ويتوقع أن يبلغ إجمالي إنتاج روسيا من القمح 87.5 مليون طن متري في الموسم 2025- 2026، لكنه سيعتمد إلى حد كبير على معدل بقاء المحاصيل الشتوية وزراعة المحاصيل الربيعية والظروف الجوية الإجمالية طوال الموسم.

ومع تراجع الإنتاج المتوقع ولتأمين إمدادات السوق المحلي أقرت الحكومة الروسية عدة إجراءات لتقييد الصادرات.

وقبل أيام أعلنت روسيا عن حصة تصدير للقمح قدرها 10.6 مليون طن متري خلال الفترة من 15 فبراير شباط المقبل وحتى 30 يونيو حزيران 2025، بجانب صفر حصص لمحاصيل الذرة والشعير، مقارنة بـ28 مليون طن من الحبوب العام الماضي.

كما رفعت روسيا ضرائب التصدير على القمح، في وقت يُطلب من المصدرين توريد الحبوب مباشرة إلى المشترين الحكوميين الذين ليس لديهم وسطاء أجانب للحد من بيع الحبوب منخفضة السعر.

فرصة لصادرات القمح الأوروبي

وظل القمح الروسي منافساً كبيراً لمحصول الاتحاد الأوروبي خلال الموسم الجاري، إذ كافح البائعون الأوروبيون لتصدير حبوبهم بسبب ارتفاع الأسعار ونوعية القمح بعد موسم الأمطار في دول مثل فرنسا والإمدادات الروسية القوية وزيادة الإنتاج في الأرجنتين وأستراليا.

وتظهر البيانات أن الاتحاد الأوروبي صدر 11 مليون طن فقط من القمح خلال هذا الموسم بانخفاض 30 في المئة على أساس سنوي.

وتتوقع كوميدتي إنسايتس أن ينخفض إنتاج القمح في الاتحاد الأوروبي بنسبة 10.5 في المئة إلى 120.7 مليون طن متري في موسم 2024- 2025 مقارنة بالموسم الماضي.

ومع التوقعات بأن ينخفض سوق القمح الروسي يبدو محصول القمح الشتوي في الاتحاد الأوروبي جيداً، إذ إن «الظروف أفضل مما هي عليه في روسيا»، وفقاً لمحللين.

واردات مصر من القمح في خطر

مع تراجع الصادرات الروسية المتوقع من المرجح أن تتأثر الدول الأكثر اعتماداً على القمح الروسي مثل مصر، التي تعد واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وتأتي بأكثر من نصف وارداتها عن طريق موسكو.

وتقول كوميدتي إنسايتس إنه من المتوقع أن تظل مصر نشطة بشكل معتدل في عمليات الشراء في الأشهر المقبلة.

وأبطأت مصر مشترياتها من القمح الروسي في الأشهر القليلة الماضية بسبب فائض المعروض من الحبوب وسط وفرة المخزونات والتوترات الجيوسياسية في الدول المجاورة.

واردات مصر من القمح تقفز 33.5% منذ بداية 2024

ومنذ بداية العام الجاري توسعت مصر في استيراد القمح من الخارج، مع تراجع أسعار القمح عالمياً وتدبير البنوك المصرية الدولار اللازم لعملية الاستيراد.

وخلال الموسم الماضي كانت روسيا أكبر موردي القمح إلى مصر بواقع 9.33 مليون طن ثم أوكرانيا 2.35 مليون طن ورومانيا بواقع 1.35 مليون طن، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية.

وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي اتفقت مصر على واحدة من أكبر صفقاتها المباشر على الإطلاق لاستيراد القمح شهرياً من مناشئ البحر الأسود بداية من نوفمبر تشرين الأول الماضي إلى أبريل نيسان 2025 بقيمة إجمالية تصل إلى 3.12 مليون طن خلال تلك الفترة.

وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وقتها إن مصر تعمل على تكوين الاحتياطيات كإجراء احترازي مع تصاعد التوتر الإقليمي وتحسباً لأسوأ السيناريوهات.

ويقول تجار إنهم متفائلون بأن الطلب سينتعش، متوقعين استراتيجية استيراد واسعة النطاق بحلول العام المقبل.