قال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، يوم الجمعة، إن الشركة، وهي الناقلة الوطنية اللبنانية، ستخفض عدد رحلاتها وطائراتها العاملة بأكثر من النصف بسبب تغييرات في الغطاء التأميني، وقررت الشركة، مساء الجمعة، إجلاء عدد 10 طائرات من أسطولها الجوي ونقلها إلى دول مجاورة،
يأتي هذا القرار إثر الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الهجوم الإسرائيلي على غزة، وما تبعه من هجمات على قطاع جنوب لبنان. إذ أرجع الحوت سبب اجلاء الطائرات إلى مشلكة التأمين (التي جاءت كنتيجة للحرب المحتملة).
وتحدثت مراسلة (CNN الاقتصادية)، بولا نوفل، إلى رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط، محمد الحوت الذي أخبرها عن خطة الشركة في إجلاء الطائرات خارج لبنان، وما سيتبع ذلك من قرارات على الصعيد المالي للشركة.
وأكد الحوت أن جميع البلدان التي طالبها باستقبال طائرات (الشرق الأوسط) وافقت دون أي مشكلة، وأضاف أنه على اتصال دائم بالمسؤولين لدى الاتحاد العربي للنقل الجوي، وقد تلقى الدعم المعنوي الكافي منهم.
وعند سؤال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط عمَّا سيحدث في حال وصل مبلغ التأمين لصفر في المئة؟ قال الحوت لـ(CNN الاقتصادية) «عندنا خطط احتياطية لدى مجلس الإدارة، ونعرضها على رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ووزير الأشغال، ومصرف لبنان للاتفاق على الآلية التي يمكن بها استكمال العملية».
إيرادات طيران الشرق الأوسط
وتُعدُّ شركة طيران الشرق الأوسط من أهم الشركات اللبنانية التي تجلب إيرادات للدولة اللبنانية، لذلك فإذا ظل الحال كما هو الآن، وبقيت الأوضاع القائمة في المنطقة مستمرة، فهل سيكون هناك استراتيجية للحد من خسائر الشركة؟ وهل تستطيع الدولة اللبنانية تحمل ذلك؟
أوضح الحوت أن شركة طيران الشرق الأوسط هي شركة تجارية مستقلة عن الدولة، وقال «نحن نوزّع كل عام 55 مليون دولار للمساهمين وأكبرهم مصرف لبنان»، وتابع قائلاً «ليس لدينا خوف من المستقبل، وعندنا الإمكانات المالية الذاتية لتخطي كل هذه الصعوبات حتى تعود الأسواق لطبيعتها ويرجع الوضع في المنطقة إلى الهدوء».
وصرَّح الحوت بأنه في حال استمر هذا الوضع طويلاً فيُمكن للشركة أن تفكر في تأجير طائراتها بالخارج، لكنه قال أيضاً إنه من المبكر التفكير في ذلك الآن.
قصف جنوب لبنان
بدأ قصف محيط البلدات اللبنانية على الحدود بقذائف مدفعية من قِبَل الجيش الإسرائيلي؛ رداً على هجمات حزب الله في التاسع من أكتوبر تشرين الأول.
وقد أكَّد الحوت، في حديث تلفزيوني، أنّه «لا توجد لدينا معلومات حول استهداف المطار في لبنان، وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الاشتباك».
تاريخ الشركة وأزمات سابقة
تأسست شركة طيران الشرق الأوسط سنة 1945، وأقلعت أولى طائراتها بين بيروت والمدن المجاورة مثل سوريا، قبرص ومصر ومن ثم المملكة العربية السعودية والكويت ومحطات أخرى في الخليج، وخلال فترة إقفال مطار بيروت الطويلة بين عامَي 1975 و1990 تمكّنت الشركة من المحافظة على ديمومتها، عن طريق تأجير طائراتها وإعارة موظفيها إلى شركات دولية.