أعلنت مجموعة الشحن (إيه بي مولر ميرسك) انخفاضاً حاداً في أرباح وإيرادات الربع الثالث يوم الجمعة وقالت إنها ستلغي ما لا يقل عن 10 آلاف وظيفة في مواجهة ارتفاع التكاليف وضعف الأسعار، ما أدى إلى تراجع أسهمها.

تسيطر شركة ميرسك على نحو سدس تجارة الحاويات العالمية، وتنقل البضائع لمجموعة من كبار تجار التجزئة وشركات السلع الاستهلاكية، وأشارت إلى تراجع حاد في الطلب عما توقعه المحللون والمستثمرون.

وقال الرئيس التنفيذي فنسنت كليرك في مكالمة مع المستثمرين «نتجه الآن إلى توقعات أكثر هدوءاً للاقتصاد الكلي، وبالتالي انخفاض حجم الطلب للسنوات المقبلة، وعودة الأسعار إلى مستوياتها التاريخية» وأضاف «يضغط التضخم على قاعدة التكاليف لدينا، خاصة من تكلفة الطاقة، هذا بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي».

استثمرت الصناعة بكثافة في سفن الحاويات الجديدة أثناء جائحة كورونا وبعدها لتلبية الطلب القوي والاستفادة من أسعار الشحن القياسية، وقال كليرك إن عدداً من السفن الجديدة دخلت السوق منذ الصيف.

وأوضح «إذا لم يتحسن الوضع في الربع الرابع، فهذا يعني، في اعتقادي، أننا سنشهد وضعاً سيئاً للغاية في عام 2024».

وقال كليرك إن الانخفاض في مبيعات الشركة أو أرباحها في الربع الثالث جاء بشكل رئيسي من قطاع التجزئة، خاصة في أميركا الشمالية، فضلاً عن قطاعات السيارات والتكنولوجيا.

وتراجعت أسهم المجموعة -التي تتخذ من كوبنهاغن مقراً لها- إلى أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات، وجرى تداولها منخفضة 17.5 بالمئة.

قالت شركة ميرسك إنها تتوقع أن تنخفض أحجام الحاويات العالمية في أعمالها البحرية، وهي أكبر قطاعاتها، بنسبة تصل إلى 2 في المئة هذا العام، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ضعف الطلب الاستهلاكي وتخفيض الشركات المخزونات في أعقاب التدافع على السلع في أعقاب جائحة كورونا.

وقالت شركة ميرسك -التي بلغ عدد موظفيها في يناير كانون الثاني نحو 110 آلاف موظف- إنها بصدد خفض قوتها العاملة إلى أقل من 100 ألف موظف، ما سيؤدي إلى توفير 600 مليون دولار في العام المقبل وما بعده مقارنة بالعام الحالي.

وانخفضت الأرباح التشغيلية إلى 1.9 مليار دولار في الربع الثالث من 10.9 مليار دولار في العام السابق، وانخفضت الإيرادات بنسبة 47 في المئة إلى 12.1 مليار دولار.

تحديات قطاع الشحن

يعد عدم التطابق بين العرض والطلب هو السبب الرئيسي لتباين تكلفة الشحن، إذ كان ازدهار التجارة العالمية في السنوات الأخيرة أدى إلى ارتفاع الطلب على خدمات شحن الحاويات الأمر الذي دفع الشركات إلى حشد قواتها والتوسع في حاوياتها، الأمر الذي تسبب في مشكلة الوفرة المفرطة في السفن حالياً، وبالتالي انخفاض أسعار الشحن وتقليص ربحية الشركات.

من ناحية أخرى تؤثر عناصر خارجية أيضاً على تكاليف شحن الحاويات، مثل أسعار الوقود المتقلبة، وتغير أسعار صرف العملات، والأحداث العالمية التي تثير مشاعر عدم اليقين الجيوسياسي.