فازت شركة ديزني بمعركة صعبة بالوكالة ضد مجموعة من المستثمرين الناشطين الذين سعوا إلى تأمين مقاعد في مجلس إدارة الشركة، كان تصويت المساهمين بمثابة انتصار حاسم للرئيس التنفيذي بوب إيغر.

انتصر مجلس إدارة ديزني بما أسمته الشركة «هامش كبير» على المرشحين الذين قدمتهم شركة تريان فند مانجمنت (Trian Fund Management) وبلاكولز كابيتال (Blackwells Capital) في اجتماع المساهمين السنوي.

وقال إيغر: «بعد أن انتهينا الآن من منافسة الوكيل المشتتة للانتباه، فإننا حريصون على تركيز اهتمامنا بنسبة 100 في المئة على أهم أولوياتنا: النمو وخلق القيمة لمساهمينا والتميز الإبداعي لعملائنا».

بعد هزيمتها، أصدرت شركة تريان بياناً قالت فيه إنها تشعر بخيبة أمل من النتيجة لكنها تقدر «الدعم والحوار الذي أجريناه مع أصحاب المصلحة في ديزني».

وجاء في البيان: «نحن فخورون بالتأثير الذي أحدثناه في إعادة تركيز هذه الشركة على خلق القيمة والحوكمة الرشيدة»، «سنراقب أداء الشركة ونركز على نجاحها المستمر».

كان يُنظر إلى معركة المستثمرين التي وصلت إلى ذروتها يوم الأربعاء على نطاق واسع على أنها استفتاء على إيغر، الذي مضى أكثر من عام على ولايته الثانية كرئيس تنفيذي.

على الرغم من ارتفاع أسهم ديزني بنسبة 50 في المئة تقريباً خلال الأشهر الستة الماضية، فإن بعض المستثمرين -بما في ذلك تريان وبلاكولز- كانوا يأملون في تحقيق عوائد أعلى وإجراء تغيير أكثر قوة داخل الشركة، على وجه الخصوص أرادت تريان مواءمة الأجور مع أداء المديرين التنفيذيين الرئيسيين، واستعادة هيمنة ديزني على شباك التذاكر وتوسيع هامش ربح الشركة.

التحدي الأكبر جاء من شركة تريان، التي رشحت مؤسسها، نيلسون بيلتز، البالغ من العمر 81 عاماً، لعضوية مجلس الإدارة، إلى جانب جاي راسولو، المدير المالي السابق لشركة ديزني.

وكان بيلتز قد أعرب عن خلافات سياسية مع إيغر؛ ما أدى إلى تنشيط حملته، في مقابلة حديثة مع صحيفة فايننشال تايمز، استخف بيلتز بأفلام مارفلز (The Marvels) وبلاك بانثر (Black Panther) باعتبارها تدفع إلى ما يسميه الجمهوريون غالباً أجندة (اليقظة).

ومن مقابلته مع فايننشال تايمز، قال بيلتز: «لماذا يجب أن يكون فيلم مارفل كله من النساء؟ لا يعني ذلك أن لدي أي شيء ضد المرأة، ولكن لماذا عليَّ أن أفعل ذلك؟ لماذا لا أستطيع الحصول على الأعاجيب التي تحتوي على كليهما؟ لماذا أحتاج إلى فريق عمل من السود بالكامل؟».

لا تزال شركة ديزني واحدة من أنجح شركات الإعلام على هذا الكوكب، لكنها شهدت أيضاً تعثر أجزاء من إمبراطوريتها في السنوات الأخيرة.

تتمحور العديد من مشاكلها في طبيعة إدارة تكتل إعلامي مترامي الأطراف في عشرينيات القرن الحادي والعشرين، إذ لم تعد خدمة البث التلفزيوني تدر الأرباح كما كانت في السابق، في حين أن البديل -ألا وهي خدمات البث المباشر- تستهلك الكثير من الأموال، ولقد كان لأسعار الفائدة المرتفعة أثرها السلبي أيضاً، وقد شعر جمهور دور السينما بالملل من أحدث إنتاجات شركة مارفل وتسلسلاتها المستمرة.

وقال إيغر العام الماضي في مقابلة مع شبكة CNN: «في بعض النواحي، التحديات أكبر مما توقعت».

استغل بيلتز وغيره من المساهمين تلك العثرات لحشد الدعم من أجل التغيير، وقالت تريان بارتنرز (Trian Partners) في ملف تنظيمي إنها تتوقع إنفاق نحو 25 مليون دولار على حملتها للحصول على مقاعد في مجلس الإدارة.

لو نجحت مجموعة تريان في تأمين مقاعد في مجلس الإدارة، لكان ذلك بمثابة ضربة زلزالية لسمعة إيغر كواحد من أقوى اللاعبين في هوليوود، وكان من شأنه أن يسمح للناشطين بتشكيل أو تعطيل رؤية إيغر لتحول الشركة.

لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت خطة بيلتز -وهي في الأساس تعظيم الأرباح وربط أجور المسؤولين التنفيذيين بالأداء- ستكون مختلفة بشكل كبير عما كان يفعله إيغر بالفعل.

فقبل عام، أعلن إيغر أنه سيقوم بتسريح 7 آلاف موظف وتنفيذ خطة إعادة هيكلة تهدف إلى تنشيط الأقسام الإبداعية الأساسية في ديزني.

هناك علامات مبكرة على نجاح خطته للتحول، ففي فبراير شباط فاجأت ديزني المستثمرين بأرباح الربع الأول، معلنة أنها ستنمي ربحية السهم بنسبة 20 في المئة هذا العام.

وبعد انتصاره على بيلتز وتريان، على الأقل في الوقت الحالي، من المحتمل أن يكون لدى إيغر بعض المساحة للتركيز على مرحلة النمو في خطته، على الأقل حتى انتهاء عقده في عام 2026، لكن أحد المسؤولين التنفيذيين السابقين في شركة ديزني قال إن المعركة لم تنتهِ بعد.

وقال المدير التنفيذي السابق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة، لمراسل شبكة CNN أوليفر دارسي قبل التصويت: «حقيقة أنها حصلت على هذا القدر من الاهتمام تشير إلى أن هناك الكثير من عدم الرضا».

(أليسون مورو وهاداس غولد – CNN)