أعلنت عملاقة التكنولوجيا الأميركية أبل، يوم الخميس، عن نتائج أعمال الربع الأول من العام الجاري التي جاءت أفضل من توقعات المحللين على الرغم من تراجع إيرادات الشركة.

وبلغت إيرادات الشركة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 90.8 مليار دولار؛ ما يمثل انخفاضاً بنسبة 4 في المئة عن الربع الأول من عام 2023، وعلى الرغم من ذلك، فلا تزال الإيرادات أعلى من توقعات المحللين البالغة 90.1 مليار دولار، ويأتي التراجع نتيجة لاستمرار تباطؤ مبيعات الشركة خاصة في الصين.

وسجل صافي الأرباح 23.6 مليار دولار؛ ما يمثل تراجعاً طفيفاً مقارنة بالربع الأول من 2023.

وأعلنت أبل، يوم الخميس، عن برنامج ضخم لإعادة شراء الأسهم بقيمة 110 مليارات دولار، والذي يُعد الأكبر على الإطلاق في تاريخ الشركة، كما أعلنت عن زيادة توزيعات الأرباح بنسبة 4 في المئة.

تراجع مبيعات الآيفون والآيباد

كشفت الشركة عن تراجع مبيعات الآيفون بنسبة 10 في المئة نتيجة ضعف الطلب على فئة آيفون 15 التي أطلقتها أبل في سبتمبر أيلول الماضي.

وسجلت مبيعات الآيفون 45.96 مليار دولار خلال الربع الأول المنتهي 31 مارس.

في المقابل، ارتفعت مبيعات أجهزة الماك بنسبة 4 في المئة إلى 7.5 مليار دولار، كما صعدت إيرادات الخدمات ذات الصلة إلى 23.9 مليار دولار.

وفي فئة الآيباد، بلغت قيمة الإيرادات 5.6 مليار دولار؛ ما يمثل تراجعاً بنسبة 17 في المئة عن العام الماضي، على الرغم من ذلك، توقعت الشركة تضاعف مبيعات وخدمات الآيباد خلال الربع الثاني من العام.

وتأتي تلك البيانات قبل أيام قليلة من استضافة أبل مؤتمراً صحفياً يُتوقع أن تستعرض خلاله أحدث إصداراتها من أجهزة الآيباد وملحقاتها.

ويُعد ذلك أول تقرير مالي تصدره الشركة منذ إطلاق أهم منتج جديد لها منذ سنوات، وهو سماعة الواقع المختلط فيجن برو التي يصل سعرها إلى 3499 دولار، وأنفقت أبل مليارات الدولارات على أنشطة البحث والتطوير المرتبطة بتلك السماعة المبتكرة.

وكشف الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك أن 50 في المئة من شركات فورشن 100 اشترت سماعات فيجن برو لاستكشاف إمكاناتها الواسعة.

تحديات السوق الصينية

تعاني أبل منذ أشهر من تباطؤ مبيعاتها في السوق الصينية نتيجة زيادة حدة المنافسة، وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، وزيادة المشاعر القومية لدى الصينيين التي تزيد عزوفهم عن المنتجات الأجنبية، وفي هذا الصدد، أشار كوك إلى تحسُّن مبيعات الآيفون في الصين خلال الربع الأول.

لكن هذا التحسن شمل العلامات الصينية المنافسة أيضاً أمثال شاومي و هواوي، التي تشهد زخماً كبيراً هذه الأيام مع زيادة إقبال الصينيين على العلامات المحلية.

وبحسب مؤسسة الأبحاث السوقية آي دي سي، تراجعت شحنات هواتف أبل الذكية العالمية بنسبة 10 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

وعلى الرغم من التراجع الكبير، فقد أشارت المؤسسة في مقابلة مع شبكة CNN حينها، إلى أن أبل كانت أكثر الشركات كفاءة في مواجهة التحديات السوقية القائمة، مقارنةً بأي علامة تجارية أخرى.

وخارج السوق الصينية، أشار كوك إلى تسجيل مبيعات قياسية في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك كندا وإسبانيا وتركيا والشرق الأوسط.

ووسط تلك التحديات، خسرت أسهم الشركة نحو 8 في المئة من قيمتها منذ بداية 2024 لتهبط دون 170 دولاراً للسهم بعد أن اقتربت من حاجز 200 دولار للسهم في أوقات متفرقة على مدار العام الماضي، على الرغم من ذلك، فلا تزال أبل إحدى أكبر وأقوى الشركات في العالم بقيمة سوقية تناهز 2.6 تريليون دولار.

الأنظار على الذكاء الاصطناعي

كشف كوك يوم الخميس أيضاً أن منتجات أبل ستصبح معززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المستقبل القريب؛ ما يخفف الانتقادات الموجهة للشركة بتخلفها عن منافسيها في هذا المجال.

وقال كوك «ننظر للذكاء الاصطناعي باعتباره فرصة كبيرة لجميع منتجاتنا، ونرى أن لدينا إمكانات تميزنا عن الآخرين في هذا المجال».

ومن المتوقع أن تكشف أبل عن منتجات معززة بالذكاء الاصطناعي خلال المؤتمر السنوي العالمي للمطورين في يونيو حزيران المقبل.

كما تنخرط أبل في محادثات مع أوبن إيه آي -الشركة المطورة لتطبيق تشات جي بي تي- لتزويد أجهزة الآيفون بروبوتات محادثة متطورة.