انتقد محبو البرغر في أميركا ارتفاع أسعار الشطائر في ماكدونالدز في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من معدلات تضخم متفاوتة، ما يهدد مبيعات الشركة التي تعاني بالفعل جراء دعوات المقاطعة إثر الصراع في الشرق الأوسط، وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
وكتب جو إرلينغر، رئيس ماكدونالدز بالولايات المتحدة الأميركية، في رسالة مفتوحة نشرت على موقع الشركة على الإنترنت يوم الأربعاء، أن المنشورات الاجتماعية والتقارير سيئة المصدر التي تفيد بأن ماكدونالدز رفعت الأسعار بشكل كبير بما يتجاوز معدلات التضخم هو أمر عارٍ عن الصحة.
وقال إن الزيادة في شطائر بيغ ماك تبلغ 21 في المئة، وليست 100 في المئة كما يشاع، علماً أن متوسط سعر الشطيرة في الولايات المتحدة يبلغ 4.39 دولار في عام 2019.
وأضاف أنه على الرغم من الجائحة والارتفاعات التاريخية في تكاليف سلسلة التوريد والأجور والضغوط التضخمية الأخرى في السنوات التي تلت ذلك، فإن سعر الشطيرة يبلغ الآن 5.29 دولار، هذه زيادة بنسبة 21 في المئة فقط، مقارنة بفترة ما قبل الجائحة.
ارتفاع الأسعار في أميركا
كان عشاق البرغر في أميركا شاركوا مخاوفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع ارتفاع أسعار شطائر ماكدونالدز، إذ تراجعوا عن الإنفاق على هذه المأكولات، في الوقت الذي يشعرون فيه بالإحباط من ارتفاع الأسعار، ما أبطأ من مبيعات الوجبات السريعة، في ظل الضغوط التضخمية التي تعاني منها أميركا.
وعلى الرغم من تراجع معدل التضخم كثيراً عن المستويات القياسية التي سجلها في صيف 2022، فإنه يظل بعيداً عن الحد الحكومي المستهدف البالغ اثنين في المئة، وقد يكون الطريق طويلاً نسبياً للوصول إلى هذا الهدف المثالي.
وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل الأميركية تباطؤ معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 3.4 في المئة في أبريل نيسان، مقارنة بالمعدل البالغ 3.5 في المئة في مارس آذار، بما يتماشى مع توقعات الأسواق.
من جهته، يخشى إرلينغر من انتشار انطباع عن ارتفاع أسعار شطائر ماكدونالدز، ما يعوق المبيعات ويؤثر سلبياً في سمعة الشركة.
وقال كريس كيمبكزينسكي، الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، خلال مكالمة هاتفية مع المحللين في 30 أبريل نيسان، إنه من الضروري أن نستمر في الحفاظ على القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للعملاء، ونحن ملتزمون بدعم ريادتنا في هذه الصناعة.
ولاستعادة المستهلكين، تفيد التقارير بأن سلسلة البرغر تفكر أيضاً في إضافة وجبة بقيمة 5 دولارات إلى القائمة لفترة محدودة، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق من الشهر.
وأشار بيان صدر مؤخراً عن الرابطة الوطنية للمالكين، وهي مجموعة لمشغلي امتيازات ماكدونالدز، إلى أن المشغلين ما زالوا يقررون ما إذا كانوا سيتبنون العرض الترويجي، الذي سيشمل قطع الدجاج والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية وشطيرة ماكدوبل، أو ماك تشيكن مقابل 5 دولارات.
قبل بضع سنوات، قالت ماكدونالدز إنها تستطيع رفع الأسعار دون خسارة الكثير من العملاء، لكنها الآن تعاني من العملاء ذوي الدخل المنخفض.
حملات المقاطعة
يواصل سهم شركة ماكدونالدز انخفاضه منذ دعوات المقاطعة إثر الصراع في الشرق الأوسط، فضلاً عن تأثره بتباطؤ الاقتصاد الصيني، وبلغ سهم ماكدونالدز نحو 249.3 دولار للسهم.
كانت شركة ماكدونالدز فشلت في تحقيق توقعات وول ستريت لمبيعات سلسلة المطاعم العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري، إثر الصراع في الشرق الأوسط وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
وكشفت بيانات الشركة تباطؤ نمو المبيعات العالمية إلى 1.9 في المئة في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس آذار، وهو التباطؤ الرابع على التوالي، مقابل توقعات المحللين بارتفاع قدره 2.35 في المئة.
وارتفعت مبيعات ماكدونالدز في الولايات المتحدة بنسبة 2.5 في المئة خلال الربع الأول من العام الجاري، لكنها تظل أقل بكثير من نمو بنسبة 12.6 في المئة في الربع ذاته من العام السابق، ما يشير إلى أن الضغوط التضخمية شكّلت تحدياً أمام مبيعات سلسلة الوجبات السريعة.