كشفت مجلة ذا تايم عن قائمتها السنوية للشركات الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2024، والتي تسلط الضوء على الشركات الـ100 ذات الأثر الأكبر على المجتمعات والإنسانية بشكل عام، وحلَّت شركة أرامكو السعودية ضمن فئة «العمالقة» على القائمة.

ووفقاً للمجلة، فإن الهدف من هذه القائمة ليس تقييم نجاح الأعمال، إنما قياس مدى التأثير التي تحدثه كل شركة، وطبيعة النموذج الذي تقدمه للآخرين.

ففي الوقت الحالي، تحتاج الأجيال الجديدة أكثر من أي وقت مضى للاسترشاد بنماذج واقعية ملهمة عبر كل المجالات، وهو ما توفره ذا تايم عبر هذا التصنيف، بدءاً من خوسيه أندرياس -مؤسس منظمة وورلد سنترال كيتشن المعنية بتوصيل المساعدات الغذائية للمناطق الأكثر احتياجاً حول العالم، حتى جين-سين هوانغ مؤسس عملاقة الرقائق الإلكترونية إنفيديا.

كيف يتم اختيار الشركات

لاختيار الشركات الأكثر تأثيراً، يقوم محررو المجلة باستطلاع آراء وتوصيات شبكة مراسليها حول العالم، بالإضافة لآراء الخبراء والمتخصصين الخارجيين عبر المجالات المختلفة.

بعد ذلك يتم تصنيف الشركات وفقاً لعدد من المواصفات والمعايير التي لا تتضمن أي عنصر مالي، إنما تركز على حجم التأثير، والابتكار، والطموح، والنجاح بكل أشكاله، وليس النجاح المالي فقط.

واللافت هذا العام هو بزوغ نجم شركات جديدة على الساحة العالمية، إذ لا تضم القائمة الحالية سوى سبع شركات فقط من عام 2023، بينما شقت 93 شركة طريقها حديثاً إلى القائمة، وفي مقدمتها شركات الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى التأثير السريع والمتنامي لتلك التقنيات على العالم.

على سبيل المثال، استقبلت القائمة هذا العام شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة أنثروبيك التي تأسست منذ 3 أعوام فقط، واليوم، تُقدر قيمتها السوقية بنحو 15 مليار دولار، في إشارة إلى التأثير المتزايد لهذا القطاع الواعد.

ويتم تصنيف الشركات عبر خمس فئات رئيسية هي: القادة، والمغيرون، والمبتكرون، والعمالقة، والرواد، وفي ما يلي عدد من الشركات التي حلت ضمن قائمة 2024.

القادة

تويوتا
تويوتا تبرز على قائمة الشركات الأكثر تأثيراً في الخالم خلال 2024 (رويترز)

ضمت فئة القادة العديد من العلامات التجارية الشهيرة مثل تويوتا، وبي إم دبليو، وبلاك روك، و ريديت، وبرينترست، وبايدو، ونيبون ستيل، وفريق إنترميامي.

كما ضمت عدداً من العلامات المبتكرة مثل تطبيق ووتر شيد الذي أصبح تطبيق المناخ الأعلى قيمة في العالم بعد جمع 100 مليون دولار في جولة التمويل الأخيرة في شباط الماضي، ويعمل التطبيق -الذي تأسس منذ 5 أعوام فقط- على مساعدة الشركات في قياس وتقليل بصمتها الكربونية.

ويهدف لتقليص الانبعاثات العالمية بنحو 500 ميغا طن بحلول عام 2030، إذ يتعقب حالياً ما يقرب من 1 في المئة من انبعاثات الكربون العالمية بفضل قاعدة عملائه الواسعة المؤلفة من 300 شركة من أكبر شركات العالم من بينها وول مارت وفيديكس.

المغيِّرون

شاومي
شاومي أول شركة هواتف ذكية تنتج سيارة في العالم (CNN)

تضم هذه الفئة الشركات التي نجحت في إحداث تغيير جذري في مجالها، ومن بينها إيربنب، و فينفاست، وشاومي التي أشادت بها المجلة لإطلاق أولى سياراتها الكهربائية في مارس آذار الماضي، لتصبح أول شركة هواتف ذكية تدخل عالم السيارات.

ومن الشركات اللافتة على القائمة شركة وايمو للسيارات ذاتية القيادة، والتي حولت أفلام الخيال العلمي إلى حقيقة بفضل أسطولها المتزايد من سيارات الأجرة الآلية الذي انتشر بشكل واسع عبر مدينتي فينيكس وسان فرانسيسكو الأميركيتين في عام 2023، قبل أن يمتد إلى لوس أنجلوس هذا العام.

وراداً على المعارضين لتقنية المركبات ذاتية القيادة على خلفية مخاوف السلامة، قالت الشركة إنه خلال الـ7 ملايين الأولى في رحلاتها تراجعت حوادث التصادم التي تعرض لها الركاب بنسبة 85 في المئة مقارنة بالمركبات العادية.

المبتكرون

حلت غوغل وهواوي ضمن تلك الفئة إضافة إلى شركة أنثروبيك الناشئة للذكاء الاصطناعي التي اعتبرها التقرير مؤشراً على سرعة انتشار وتأثير هذه التقنيات المتطورة.

وتأسست الشركة في عام 2021 على يد مجموعة من الموظفين السابقين لدى أوبن إيه آي -الشركة المصممة لتطبيق الدردشة تشات جي بي تي- وتركز على تطوير التكنولوجيا المسؤولة والآمنة.

العمالقة

أرامكو
أرامكو تمنح السعودية نفوذاً عالمياً نظراً لحصتها من إمدادات النفط العالمية (رويترز)

شملت تلك القائمة العديد من عمالقة الصناعة عبر المجالات المختلفة، إذ ضمت أرامكو السعودية، ومايكروسوفت، وإنتل، وإنفيديا، وأمازون، وإيرباص، وبي واي دي، وتيك توك، وإيلي ليلي، وديزني، وبانك أوف أميركا، وتاتا جروب، وفايزر.

وبحسب المجلة، فإن شركة أرامكو تمنح السعودية نفوذاً عالمياً واسعاً، إذ تضخ الشركة -التي تقدر قيمتها بـ1.9 تريليون دولار- نحو 10 في المئة من إجمالي إمدادات النفط العالمية.

الرواد

ليس من الغريب أن تحل شركة أوبن إيه آي ضمن هذه الفئة، إذ حققت الشركة ريادة غير قابلة للمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال سنوات قليلة، خاصة بعد إطلاق نسختها الجديدة من تطبيق تشات جي بي تي (تشات جي بي تي 4).

وعلى الرغم من الانتقادات الواسعة التي تواجهها الشركة بشأن تجاهل عنصر الأمان والتأثير السلبي لتقنياتها على البشرية، تصر الشركة على أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، وستضطر المجتمعات في النهاية إلى التعايش معها.