استغلت شركة الرقائق التايوانية العملاقة «تي إس إم سي»، ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وحاجة شركات التكنولوجيا إلى الرقائق الذكية التي تستخدم لتطوير هذه التكنولوجيا، لتحقق أرباحاً كبيرة جعلتها تنضم إلى الشركات الأكثر قيمة في العالم.
وكسرت شركة تي إس إم سي (TSMC)، المدرجة في بورصتي تايوان ونيويورك، حاجز القيمة السوقية البالغة تريليون دولار، ما يجعلها متقدمة على شركة تسلا الشهير لصناعة السيارات الكهربائية، باعتبارها سابع أكبر شركة للتكنولوجيا قيمة في سوق الأسهم.
الشركات الأكثر قيمة في العالم
تترأس الشركات العشر الأولى من بين الشركات الأكثر قيمة في العالم، شركتا مايكروسوفت وأبل، تليهما مباشرةً شركة إنفيديا المتخصصة في تصميم رقائق الذكاء الاصطناعي، حيث تتجاوز قيمة كل شركة في الثلاثة أكثر من 3 تريليونات دولار.
وتتبعها شركتا ألفا بت الشركة الأم لغوغل، وأمازون عملاق التجارة الإلكترونية، حيث تجاوز قيمة كل شركة فيهما أكثر من تريليوني دولار، وفقاً لوكالة رويترز.
وتراجعت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو إلى المركز السادس، تليها شركة ميتا عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، وشركة الرقائق الذكية التايوانية «تي إس إم سي»، ثم تليها شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية.
وقال محلل الأسواق المالية أنجيلو زينو، إن الشركة التايوانية، أصبحت من الشركات الرائدة في بورصة وول ستريت، حيث أدى سباق الشركات على تطوير الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب بشكل هائل على الرقائق الذكية، التي تُستخدم في بناء أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير التكنولوجيا.
ولا تجتذب شركات صناعة الرقائق المستثمرين وشركات التكنولوجيا فقط، بل تجتذب أيضاً الحكومات التي تسعى لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ومن المتوقع أن تصل المبيعات العالمية لشركات الرقائق الذكية أو ما تسمى «أشباه المواصلات»، والتي تشمل الدوائر المتكاملة والمعالجات الدقيقة ورقائق الذاكرة إلى 611.2 مليار دولار في عام 2024، وهو رقم قياسي لهذه الصناعة، وأيضاً متوقع أن تقفز المبيعات بأكثر من 16 بالمئة في العام الحالي.
إنفيديا تقود شركات الرقائق الذكية
تعد شركة إنفيديا، المتخصصة في صناعة الرقائق الذكية، هي الرائدة في هذا المجال وصاحب الاستفادة الأكبر، حيث ارتفعت قيمتها السوقية بأكثر من ثمانية أضعاف منذ إطلاق برنامج الدردشة الآلية تشات جي بي تي، واتجاه الشركات للتسابق حول تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي منتصف شهر يونيو حزيران الماضي، أصبحت شركة إنفيديا التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية، الشركة الأكثر قيمة في العالم، وذلك لفترة وجيزة، متقدمة على مايكروسوفت بقيمة 3.3 تريليون دولار، قبل أن تعود مايكروسوفت لتستعيد مكانتها باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم.
وتتسابق الشركات الثلاث: مايكروسوفت وأبل وإنفيديا، في الوقت الحالي من أجل الوصول إلى قيمة سوقية أربعة تريليونات دولار، بينما تستمر شركة «تي إس إم سي»، التي يوجد معظم مصانعها في تايوان، في وضع جيد ويمكنها جني الكثير من الأرباح في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث ترتبط بشركة إنفيديا التي تصمم الرقائق بينما تعمل الأولى على تصنيعها.
وسجّلت الشركة التايوانية العملاقة، التي تسيطر على أكثر من نصف الطلب العالمي على الرقائق الذكية، في وقت سابق من هذا العام مبيعات للربع الأول بلغت 18.87 مليار دولار، بزيادة 13 بالمئة على أساس سنوي، بينما ارتفع صافي الدخل بنسبة 9 بالمئة إلى 6.97 مليار دولار.