توقعت شركة مايكروسوفت زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي هذا الربع، لكن مع تباطؤ النمو في أعمالها السحابية «أزور»، ما يشير إلى أن الاستثمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي لم تكن كافية لمواكبة قيود القدرة في مراكز البيانات الخاصة بها.

انخفضت أسهم الشركة التي يقع مقرها في ريدموند بواشنطن بنسبة 3.6 في المئة في تداولات ما بعد الإغلاق، متخلية عن المكاسب السابقة، وتجاوزت الشركة تقديرات وول ستريت لإيرادات وأرباح الربع الأول، بحسب رويترز.

حذرت شركة ميتا المالكة لفيسبوك، التي أعلنت عن نتائج تسبق توقعات المحللين أيضاً، من «تسارع كبير» في نفقات البنية التحتية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى انخفاض سعر سهمها بنسبة 3.1 في المئة في تداولات ما بعد السوق.

أكد بريت إيفيرسن، نائب رئيس علاقات المستثمرين في مايكروسوفت، أن مايكروسوفت لن تكون قادرة على معالجة قيود قدرة الذكاء الاصطناعي حتى النصف الثاني من سنتها المالية.

توقعت مايكروسوفت نمو إيرادات أزور في الربع الثاني بنسبة 31 في المئة إلى 32 في المئة، وهو ما يقل عن النمو بنسبة 32.25 في المئة المتوقع في المتوسط من قبل المحللين، وفقاً لفيزابل ألفا، وارتفعت إيرادات أزور بنسبة 33 في المئة في الربع المالي الأول المنتهي في 30 سبتمبر أيلول، متجاوزة التقديرات قليلاً.

أسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة 12 نقطة مئوية في نمو أزور في الربع الأول، مقارنة بـ11 نقطة مئوية في فترة الأشهر الثلاثة السابقة.

كانت مايكروسوفت تصب مليارات الدولارات في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق مركز البيانات الخاص بها. وقالت مايكروسوفت إن النفقات الرأسمالية للربع ارتفعت بنسبة 5.3 في المئة إلى 20 مليار دولار، مقارنة بـ19 مليار دولار في الربع السابق، كان هذا أعلى من تقديرات فيزابل ألفا البالغة 19.23 مليار دولار.

ولذلك، أثار إنفاقها الضخم مخاوف بين بعض المستثمرين.

كانت الشركة الأسوأ أداءً بين كبرى شركات التكنولوجيا هذا العام، إذ اكتسبت ما يزيد قليلاً على 15 في المئة، بينما ارتفعت ميتا بنسبة 68 في المئة وارتفعت أمازون بنسبة 28 في المئة.

ستنفق مايكروسوفت أكثر من 80 مليار دولار في السنة المالية هذه، التي بدأت في يوليو تموز، وفقاً لتقديرات المحللين من فيزابل ألفا، وهذا يمثل زيادة قدرها أكثر من 30 مليار دولار عن السنة المالية الماضية.

وقال جيل لوريا، رئيس أبحاث التكنولوجيا في شركة دي إيه ديفيدسون «تصعد مايكروسوفت حرب النفقات الرأسمالية التي قد لا تتمكن من الفوز بها، إن هذا المستوى من الاستثمار مرتفع للغاية، وقد خلق عبئاً كبيراً جداً على التدفق النقدي الحر، وسيخلق عبئاً كبيراً جداً على الهوامش في المستقبل».

استفادت شركة غوغل المنافسة لمايكروسوفت من نمو الذكاء الاصطناعي، ففي يوم الثلاثاء قالت شركة ألفابت إن الذكاء الاصطناعي ساعد في دفع زيادة بنسبة 35 في المئة في أعمالها السحابية، وأغلقت أسهمها مرتفعة بأكثر من 2.8 في المئة يوم الأربعاء وانخفضت بنسبة 0.4 في المئة بعد إغلاق السوق.

شراكة أوبن إيه آي

الأرباح الفصلية هي الأولى لمايكروسوفت منذ إعادة هيكلة الطريقة التي تبلغ بها عن أعمالها لمواءمتها بشكل أوثق مع كيفية إدارتها، ومع ذلك فإن هذه الخطوة جعلت من الصعب تقدير أداء الربع.

بلغت الأرباح لكل سهم 3.30 دولار، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 3.10 دولار، وفقاً لبيانات إل إس إي جي.

ارتفعت الإيرادات بنسبة 16 في المئة إلى 65.6 مليار دولار في الربع المالي الأول المنتهي في سبتمبر أيلول، مقارنة بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 64.5 مليار دولار، وفقاً لإل إس إي جي.

يُنظر إلى الشركة على أنها الرائدة بين أقرانها من شركات التكنولوجيا الكبرى في سباق الذكاء الاصطناعي بفضل شراكتها الحصرية مع أوبن إيه آي صانعة تشات جي بي تي، ويحصل عملاء مايكروسوفت أزور على إمكانية الوصول إلى أحدث نماذج أوبن إيه آي، مثل نماذج o1، القادرة على الإجابة على مشكلات الرياضيات والعلوم والترميز الصعبة.

بالإضافة إلى ذلك، تحصل مايكروسوفت على وصول مبكر لدمج تقنية أوبن إيه آي عبر مجموعة منتجاتها، مثل بينغ وتطبيقاتها المؤسسية مثل إكسل وباور بوينت، لكن هذا الجهد لم يسرْ كما هو متوقع.

خارج أعمالها السحابية، أعلنت مايكروسوفت عن إيرادات بلغت 28.3 مليار دولار في أعمال الإنتاجية، التي تضم مجموعة تطبيقات أوفيس و365 كو بايلوت وخدمات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكلام.

وأعلنت وحدة الحوسبة الشخصية في شركة مايكروسوفت، التي تضم نظام التشغيل ويندوز بالإضافة إلى أجهزة، بما في ذلك سيرفس ومنتجات الألعاب بما في ذلك أجهزة إكس بوكس والمحتوى والخدمات، عن ارتفاع بنسبة 17 في المئة في الإيرادات إلى 13.2 مليار دولار.