أعلنت ستيلانتس أن مجلس إدارة الشركة، برئاسة جون إلكان، قبِلَ استقالة كارلوس تافاريس من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة بدءاً من يوم الأحد.
وقالت الشركة في بيان على موقعها الرسمي، إن عملية تعيين الرئيس التنفيذي الدائم الجديد جارية على قدم وساق، وتديرها لجنة خاصة من مجلس الإدارة، وستنتهي في النصف الأول من عام 2025، وحتى ذلك الحين، سيتم إنشاء لجنة تنفيذية مؤقتة جديدة، برئاسة جون إلكان.
وأضاف البيان «تؤكد ستيلانتس التوجيه الذي قدمته للمجتمع المالي في 31 أكتوبر تشرين الأول 2024، في ما يتعلق بنتائجها للعام المالي 2024 بالكامل».
علَّق هنري دي كاستريس، المدير المستقل الأول في ستيلانتس: «كان نجاح ستيلانتس منذ إنشائها متجذراً في التوافق المثالي بين المساهمين المرجعيين ومجلس الإدارة والرئيس التنفيذي، ومع ذلك، ظهرت في الأسابيع الأخيرة وجهات نظر مختلفة أدت إلى توصل مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي إلى قرار اليوم».
وقال رئيس مجلس الإدارة جون إلكان «نتوجه بالشكر إلى كارلوس على سنوات خدمته المخلصة والدور الذي لعبه في إنشاء ستيلانتس، إضافة إلى التحولات السابقة التي شهدتها بي إس إيه وأوبل، ما وضعنا على الطريق لنصبح شركة رائدة عالمياً في صناعتنا».
وأضاف «أتطلع إلى العمل مع لجنتنا التنفيذية المؤقتة الجديدة، بدعم من جميع زملائنا في ستيلانتس، بينما نكمل عملية تعيين الرئيس التنفيذي الجديد، معاً سنضمن الاستمرار في نشر استراتيجية الشركة لصالح ستيلانتس وجميع أصحاب المصلحة على المدى الطويل».
تغييرات إدارية
كانت ستيلانتس، الشركة الأم لكرايسلر، أكدت في أكتوبر تشرين الأول الماضي أن تافاريس سيتقاعد في نهاية عقده في أوائل عام 2026، وأعلنت عن تغييرات كبيرة في الإدارة العليا بينما تكافح من أجل تحويل عملياتها المتأخرة في أميركا الشمالية.
تراجعت الأرباح والمبيعات في شركة صناعة السيارات الفرنسية الإيطالية التقليدية، ما أجبرها في أوائل أكتوبر تشرين الأول على خفض توقعات أرباحها لعام 2024 والإشارة إلى تخفيضات محتملة في توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم العام المقبل.
وكان المحللون خفضوا سهم الشركة، الذي انخفض بنسبة 42 في المئة هذا العام بعد خطوات متعثرة في أميركا الشمالية، إذ تنتج مبيعات المنتجات الشعبية مثل شاحنات جيب و رام عادةً الكثير من أرباحها.
خفضت ستيلانتس في أكتوبر تشرين الأول توقعاتها من التدفق النقدي الإيجابي إلى التدفق النقدي السلبي بين خمسة وعشرة مليارات يورو، أو نحو 5.5 مليار دولار و10.9 مليار دولار، هذا العام.
وعلى الرغم من أن الشركة قالت آنذاك «إنه من الممكن أن يظل بعد انتهاء عقده»، وإنها ستسمي خليفته بحلول الربع الرابع من عام 2025، فإن الشركة تختار قبول استقالته الفورية قبل انتهاء العام الجاري.
من هو كارلوس تافاريس؟
تافاريس، سائق سباقات السيارات المتحمس الذي أُشيد به على نطاق واسع في السنوات السابقة لجعل ستيلانتيس واحدة من أكثر شركات صناعة السيارات ربحية في العالم، قاد الشركة منذ إنشائها من خلال اندماج عام 2021 بين فيات كرايسلر وصانع بيجو بي إس إيه، إذ كان رئيساً لمجلس الإدارة منذ عام 2014.
لكن مخزونات الشركة المتضخمة وانخفاض الأرباح في الأشهر الأخيرة صدم مراقبي الصناعة بعد سنوات من حسد المنافسين في ديترويت والخارج على هوامشها الكبيرة.
وقال محللو بيرنشتاين في مذكرة «بعد رفض مخاوف المستثمرين بشأن المخزونات والخصومات في الولايات المتحدة لأفضل جزء من الأشهر الـ12 الماضية، فقدت الشركة ثقة كبيرة عندما خفضت التوجيه في أواخر سبتمبر أيلول 2024»، حسب CNN.
كان تافاريس قد أكد سابقاً أن العلامات التجارية الـ14 للمجموعة، بما في ذلك مازيراتي وفيات وبيجو وجيب، كانت كلها أصولاً لمحفظة ستيلانتس، لكنه قال في يوليو تموز إن الأداء الضعيف يمكن إبعاده لخفض التكاليف.
وقد واجه انتقادات شديدة من نقابة عمال السيارات المتحدة وتجار السيارات والمساهمين في الأشهر الأخيرة، وقال تافاريس في بيان سابق إن التغيير الإداري الواسع النطاق كان يهدف إلى معالجة هذه المخاوف.
تصاعدت التوترات لعدة أشهر بين حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني وستيلانتس، إذ اتهمت روما الشركة متعددة الجنسيات بنقل إنتاجها إلى دول منخفضة التكلفة على حساب المصانع الإيطالية.
وكانت الحكومة قررت في سبتمبر أيلول سحب أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة لـ«مصنع ضخم» لبطاريات السيارات الكهربائية بسبب عدم اليقين بشأن الجدول الزمني للمشروع من ACC -وهو مشروع مشترك يضم ستيلانتس ومرسيدس وشركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال إنرجي.