تتجاهل شركة أمازون أبحاثها الخاصة التي تُظهر أن موظفي المستودعات يواجهون تهديداً متزايداً بالإصابة بسبب تركيزها على الإنتاجية، وفقاً لمحققي مجلس الشيوخ.

وذكر تقرير مجلس الشيوخ الذي صدر، أمس الأحد، أن الشركة تُجبر العمال على تكرار الحركات نفسها مئات، إن لم يكن آلاف المرات في كل وردية، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة في عضلاتهم ومفاصلهم بشكل كبير، وذكر التقرير أن أمازون تجبر العمال أيضاً على الاختيار بين اتباع إجراءات السلامة، مثل طلب المساعدة في نقل الأشياء الثقيلة، أو المخاطرة بالعقاب والفصل المحتمل لعدم التحرك بسرعة كافية.

لكن الشركة تصرُّ على أن التقرير يشوّه البيانات عمداً، وأن سجلها يُظهر أن الإصابات انخفضت حتى في حين زاد إنتاجها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

أمازون تريد التغلغل في حياة كل البشر.. وإليك طريقتها لتحقيق ذلك

التقرير المكوّن من 160 صفحة، والذي أعدته لجنة بمجلس الشيوخ برئاسة السيناتور بيرني ساندرز من فيرمونت، ليس المرة الأولى التي يتحدى فيها محققو الحكومة وتيرة أمازون، اقترحت إدارة الصحة والسلامة المهنية غرامات إجمالية تبلغ 100 ألف دولار في عام 2023 مستشهدة بالظروف التي تُعرّض العمال لمخاطر بيئة العمل.

لكن التقرير يقول إن الغرامات المسموح بها من قِبل إدارة السلامة والصحة المهنية غير كافية لإجبار أمازون التي حققت أرباحاً تزيد على 17 مليار دولار في الربع الأخير، على تغيير سلوكها، وتقاوم أمازون هذه النتائج أيضاً، وتصرُّ على أنها تتخذ خطوات ناجحة للحد من الإصابات في منشآتها.

تقرير لجنة مجلس الشيوخ الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة، جاء عنوانه «المقايضة بين الإصابات والإنتاجية: كيف يؤدي هوس أمازون بالسرعة إلى إنشاء مستودعات خطيرة بشكل فريد».

مستثمرة أميركية تكشف الاستراتيجية التي حولت أمازون لشركة عملاقة

وقال ساندرز في بيان «اختار المسؤولون التنفيذيون في أمازون مراراً وتكراراً وضع الأرباح قبل صحة وسلامة عمالها من خلال تجاهل التوصيات التي من شأنها أن تقلل بشكل كبير الإصابات في مستودعاتها»، وأضاف «هذا هو بالضبط نوع الجشع المؤسسي الفظيع الذي سئم منه الشعب الأميركي».

ويقول التقرير إن العديد من عمال مستودعات أمازون «يعيشون بإصابات خطيرة وإعاقات دائمة بسبب إصرار الشركة على فرض حصص إنتاجية شاقة ورفضها رعاية العمال المصابين بشكل مناسب».

وقال التقرير كذلك إن المحققين عثروا على «أدلة على أن أمازون تدرك المخاطر المتعلقة بالسلامة الناجمة عن السرعة التي تطلبها من عمالها»، مستشهدين بدراسات السلامة الداخلية التي أجرتها أمازون، والتي اتهموا أمازون بعدم الالتزام بها.

توصل تقرير داخلي لشركة أمازون استشهد به محققو مجلس الشيوخ، عنوانه «مشروع سوتيريا»، إلى وجود علاقة بين سرعة المهام التي يؤديها العمال ومعدل إصابتهم، وأوصى «مشروع سوتيريا» بتغيير سياسات الانضباط والوقت المستقطع المتعلقة بالسرعة للحد من معدلات الإصابة.

ورداً على ذلك، وصفت أمازون مشروع سوتيريا بأنه «قديم» و«غير دقيق»، فضلاً عن أنه «غير سليم من الناحية التحليلية»، وقالت أمازون إن معدل الإصابات في مستودعاتها في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 28 في المئة من عام 2019 إلى عام 2023 عند قياس الإصابات التي تتطلب أكثر من الإسعافات الأولية الأساسية، وأنها قللت من الإصابات التي أدت إلى غياب العمال عن العمل بنسبة 75 في المئة خلال الفترة ذاتها.

وقالت أمازون «يتهمنا التقرير بوجود سياسات للسلامة ولكننا لا نتبعها، وهو أمر يصعب التوفيق بينه وبين التقدم الكبير الذي أحرزناه: السياسات القوية -والالتزام بها- تساعدنا في خلق بيئة عمل أكثر أماناً كل يوم».

قالت شركة أمازون إن دعوى قضائية رفعها منظمو العمل ضد الشركة في ولاية واشنطن، والتي استشهدت أيضاً بدراسة مشروع سوتيريا، تم رفضها من قِبل قاضي الولاية الذي وجد أن «الوزارة لم تثبت أن وتيرة العمل كانت محفوفة بالمخاطر».

وقالت أمازون «اختار السيناتور ساندرز ومساعدوه الاعتماد على تحليل سوتيريا الذي تم دحضه؛ لأنه يتناسب مع الرواية الكاذبة التي أراد بناءها».

(كريس إيزيدور- CNN)