تعتبر منطقة الشرق الأوسط بالنظر إلى غالبيتها العظمى منطقة ذات طابع إسلامي، ونظراً للتقلبات العالية وعدم اليقين الذي شهدته سوق العملات المشفرة سابقاً، فإن القواعد الإسلامية التقليدية لا توصي المسلمين بالمشاركة في معاملات العملات المشفرة شديدة التقلب.
لكن مع ذلك، أظهرت بيانات نشرتها شركة «بيتجيت» في مذكرة بحثية معمقة أن المنطقة أصبحت أكثر تنظيماً في السنوات الأخيرة تجاه معاملات العملات المشفرة، وخصوصاً البيتكوين، وقد بدأت بالفعل مواقف الدول الإسلامية تجاه العملات المشفرة في التغير.
700 ألف متداول نشط مع نهاية 2024
والأهم من ذلك أنه وفقاً للدراسة التي شملت 6 بلدان، هي الإمارات والسعودية ومصر والمغرب والأردن والجزائر، فإن التعاملات في العملات المشفرة شهدت نمواً قوياً وسريعاً في 2023 والربع الأول من 2024، ما أدى لارتفاع «المستخدمين النشطين يومياً» في البورصات المركزية في هذه البلدان الستة إلى نحو 500 ألف مستخدم، وتربعت الإمارات على قائمة أعلى معدل اعتماد للعملات المشفرة في المنطقة.
وقال فوجار أوسي زاد، المدير التنفيذي للعمليات في «بيتجيت» في تعليق خاص لـ«CNN الاقتصادية» على الدراسة، إنه عندما قمنا بتقييم 189 بورصة عملات مشفرة في الشرق الأوسط، وجدنا أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب ومصر والجزائر والمملكة العربية السعودية والأردن لديها واحدة من أعلى المشاركات في أنشطة العملات المشفرة.
وأَضاف أن عدد المستخدمين النشطين يومياً في منطقة الشرق الأوسط ارتفع من 330 ألفاً في فبراير 2023 إلى نحو 500 ألف في فبراير شباط 2024.
وعن أسباب هذا النمو أوضح فوجار أن أهمها كانت موافقة الولايات المتحدة على صناديق تداول البيتكوين، والزيادة المستمرة في إجمالي القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة التي تجاوزت 2.7 تريليون دولار بحلول فبراير 2024.
وتوقع ارتفاع عدد المستخدمين النشطين يومياً إلى نحو 700 ألف بحلول نهاية عام 2024 في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جهة أخرى، شارك غراسي تشين، المدير العام لشركة «بيتجيت»، آراء معظم المحللين بتفاؤله حيال وصول سعر البيتكوين في عام 2024 إلى فوق مستويات 100 ألف دولار.
مواقف الدول العربية من العملات المشفرة
لا بد من الاعتراف بأنه على الرغم من النمو السريع، فإن منطقة الشرق الأوسط لا تتمتع عالمياً بطابع متميز على نطاق عالمي في تبني العملات المشفرة، حيث تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معاً نحو 7.2 في المئة فقط من حجم العملات المشفرة العالمي المسجل في عام 2023.
لكن مع ذلك، ونظراً لسياساته المفتوحة تجاه الأصول الرقمية وخصوصاً في دولة الإمارات، يظل الشرق الأوسط جزءاً مهماً للغاية من عالم العملات المشفرة.
وصنف مؤشر التبني لعام 2023 الصادر عن شركة «تشاينالاسيس» المغرب ومصر والجزائر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة في المراكز 20 و35 و47 و57 و66 و78 على التوالي.
ولوحظ أنه في مجال تداول «P2P» أو ما يعرف بطريقة الدفع من نظير إلى نظير أو من شخص إلى آخر دون وسيط، تصنف دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أفضل 100 دولة على مستوى العالم.
وشهد المغرب أسرع نمو سنوي في عدد المستخدمين التجاريين، بزيادة قدرها 148 في المئة، وجاءت مصر في المرتبة الثانية بنسبة 70 في المئة تقريباً، تليها الإمارات بنحو 68 في المئة، وفيما يخص المملكة العربية السعودية فقد ظلت النسبة ثابتة في فبراير شباط 2024 مقارنة بشهر فبراير شباط 2023 عند تراجع طفيف قدره 0.3 في المئة فقط، فيما تجدر الإشارة إلى أنه وفقاً لتقرير تشيناليسيس، شهدت المملكة العربية السعودية زيادة بنسبة 12 في المئة في حجم تداول العملات المشفرة من عام 2022 إلى عام 2023.
عملات الميم لقيت رواجاً كبيراً في الشرق الأوسط
كانت عملات الميم العشر هذه هي الأكثر رواجاً بين مستخدمي الشرق الأوسط في الربع الأول من 2024، وهي «بوم، آي سي إي، آر دبليو إيه، إيثينا، الإيثريوم، بايز بروتوكول، دوجكوين، مانتا، بي بي، آجيكس»، حسب ما تشير بيانات غوغل تيندز.
وتوقعت الدراسة أن يستمر الاهتمام بمضاربة الميم كوين في الارتفاع، على أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً رئيسياً للمواهب ورؤوس الأموال والمؤسسات في مجال العملات المشفرة في الشرق الأوسط مع زيادة تأثيرها العالمي في مجال العملات المشفرة ونمو التشريعات اللازمة لهذه الأصول.