حذّر رجل الأعمال الأميركي ومؤلف الكتاب الشهير «الأب الغني الأب الفقير» روبرت كيوساكي، يوم الاثنين من أن عملة تكتل بريكس الرقمية المدعومة بالذهب حال صدورها ستشكل تهديداً لعرش الدولار الأميركي في المعاملات الدولية، وربما تكتب نهاية لعصر الدولار.
وقال كيوساكي في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقاً)، «أنا حالياً في جنوب إفريقيا البلد الذي أحبه لمشاهدة والاستماع إلى الشائعات بشأن ما سيحدث عندما تقدم دول تكتل البريكس -البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- عملتها الرقمية التي ربما تُدعم بغطاء ذهبي».
روبرت كيوساكي وعملة بريكس
وأضاف مؤلف كتاب «الأب الغني الأب الفقير» أنه «إذا صدرت عملة بريكس المدعومة بالذهب فإن تريليونات من الأموال المزيفة ستختفي، وستعود تريليونات الدولارات الأميركية مسرعة إلى موطنها في أميركا، ما يتسبب في تضخم مفرط في البلاد».
روبرت كيوساكي أبدى تخوفه من أنها قد «تؤدي في النهاية إلى تدمير الدولار الأميركي»، مشدداً «من الأفضل شراء الذهب والفضة والبيتكوين الآن، واحمِ نفسك من انهيار الدولار الأميركي».
وكانت البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي مؤخراً قد كشفت انخفاض حصة الدولار من إجمالي احتياطات النقد الأجنبي العالمية إلى 58.4 في المئة في الربع الأخير من عام 2023 مقارنة بنحو 70 في المئة منذ بداية الألفية، وجاء هذا بدفعة من التنويع التدريجي لاحتياطات العملات الأجنبية بعيداً عن الدولار وجزئياً إلى عملات احتياطية غير تقليدية مثل الدولار الأسترالي والدولار الكندي.
تاريخ عملة بريكس الرقمية
تعود فكرة طرح عملة مشتركة بين أعضاء تكتل بريكس إلى أوائل عام 2023، حين عرضتها روسيا لأول عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف.
وقال لافروف وقتها «القمة المقبلة لدول بريكس ستناقش إنشاء عملة موحدة لدول المجموعة.. الاتجاه الذي تسير فيه المبادرات هو الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس وداخل مجتمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي».
وفى يونيو حزيران 2023 التقى وزراء خارجية دول بريكس في كيب تاون بجنوب إفريقيا لمناقشة الأدوات التي تمتلكها دول التكتل للتخلص من هيمنة الأميركية، وتضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات البديلة لحماية بنك التنمية الجديد التابع للتكتل من العقوبات وإنهاء الاعتماد على الدولار الأميركي في التجارة.
أحد أهداف هذه الخطوة المقترحة هو حماية بنك التنمية التابع لبريكس الذي يعد معادل التكتل لصندوق النقد الدولي.
وبينما يرى كيوساكي أن عملة بريكس قد تقضي على هيمنة الدولار، يقول خبراء آخرون إنها ستتعايش جنباً إلى جنب مع النظام النقدي العالمي القائم على الدولار، فقد استغرقت عملية إحلال اليورو مكان الدولار خمسة عقود من الزمان واشتملت على إنشاء اتحاد المدفوعات الأوروبي في عام 1950 وإدخال نظام مقاصة خاص بالعملة الأوروبية.