يحذر مؤسس موقع التواصل الاجتماعي تويتر -أصبح الآن إكس- جاك دورسي من أنه في غضون 10 سنوات ستصبح الأموال الورقية بلا قيمة، ويرى دورسي أن النجاة من هذا السيناريو تتعلق بالتحول نحو العملات المشفرة خاصة البيتكوين.
إيمان مؤسس تويتر بهذا السيناريو دفعه للرهان بجزء كبير من ثروته البالغة 4 مليارات دولار على عالم العملات المشفرة.
تخيل عالماً بعملة واحدة فقط حيث يمكنك شراء القهوة في طوكيو ودفع الإيجار في لندن والاستثمار في نيويورك كل ذلك بالنقود نفسها، ولا أسعار صرف ولا بنوك، فقط أنت ومحفظتك الرقمية، هل يبدو الأمر وكأنه خيال علمي؟ يعتقد جاك دورسي أن هذا هو مستقبلنا القريب.
ما العملة التي ستهيمن على العالم؟
لا يرى دورسي أن الدولار أو اليورو أو حتى الذهب يمكن أن يكون عملة المستقبل، بل يعتقد أن البيتكوين –العملة التي لم تكن موجودة منذ 15 عاماً- هي من ستتسيد العالم، مشيراً إلى أنها تثير مخاوف الحكومات حالياً بالفعل.
ويتوقع دورسي أن تصبح البيتكوين العملة الموحدة للعالم في غضون عقد واحد فقط، ربما يعتقد بعضهم أن هذا السيناريو مستبعد أو صعب الحدوث، ولكن مؤسس تويتر لا يكتفي بالحديث عن الأمر بل يعيد تشكيل أعماله بالكامل حول العملات الرقمية ومستقبل تكون فيه هي المهيمنة على التعاملات المالية.
أسباب إيمان دورسي بالبيتكوين
أبرز نقاط قوة بيتكوين وفقاً لدورسي هي اللامركزية فلا تخضع عملة البيتكوين لسيطرة أي حكومة أو بنك مركزي بل تديرها شبكة عالمية من أجهزة الكمبيوتر، وهذا يعني عدم التلاعب بأسعار الفائدة أو طباعة النقود حسب الرغبة أو حدوث أي تدخل سياسي.
ويعتقد دورسي أن البيتكوين ينتظرها مستقبل مشرق وأن يبلغ سعرها بحلول عام 2030 نحو مليون دولار، وهذا يمثل زيادة بنسبة 2500 في المئة على سعرها الحالي، وقبل 10 سنوات كانت قيمة البيتكوين 100 دولار واليوم تبلغ قيمتها نحو 65 ألف دولار.
وحققت عملة البيتكوين بالفعل عائداً بنسبة 12 مليوناً في المئة منذ عام 2010، فإذا كنت استثمرت 100 دولار حينها لكان قيمة استثمارك حالياً 12 مليون دولار.
وقال دورسي إن طبيعة بيتكوين مفتوحة المصدر هي سلاحها السري، فآلاف العقول اللامعة تعمل معاً لتحسينها ولا يوجد رئيس تنفيذي ولا مجلس إدارة، فقط مجرد مجتمع عالمي برؤية مشتركة.
كيف تؤثر رؤية دورسي على الشخص العادي؟
تتجاوز رؤية دورسي لمستقبل البيتكوين مجرد جني الأموال، فالأمر يتعلق بإعادة تشكيل النظام المالي بأكمله عبر توفير الخدمات المصرفية لغير المتعاملين، فبالنظر للبيانات يوجد 1.7 مليار بالغ في العالم ليس لديهم حساب مصرفي ولكن 83 في المئة منهم لديهم هاتف محمول، وإذا أضفت هاتفاً ذكياً إلى بيتكوين فسيصبح لديكم الشمول المالي لمليارات الأشخاص.
في هذا السيناريو تختفي رسوم ويسترن يونيون وكل شركات تحويل الأموال وكذلك المصاريف الإدارية للبنوك، كما تنتهي عمليات الاحتيال في صرف العملات، ويصبح لدينا نظام مالي لا يعترف بالحدود ويمنح حرية ضخمة للمستخدم.
ويحذر دورسي من أن طباعة الحكومات للأموال وكأن لا غد لها فإن مدخراتك تتآكل بصمت، في ما يقتصر عرض البيتكوين على 21 مليون وحدة، لذا فهي أشبه بذهب رقمي ولكن أفضل لماذا؟ لأنه يمكنك إرسالها إلى أي مكان في العالم في دقائق.
مستقبل البيتكوين
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل رؤية دورسي ممكنة، العقد المقبل هو الوحيد الذي يستطيع الإجابة لكن هناك بعض المقدمات التي تجعل رؤيته منطقية، فعدد المتداولين للبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى يتنامى يوماً بعد يوم، كما تبلغ التعاملات اليومية للبيتكوين نحو 30 مليار دولار، وأصبحت العملة مقبولة لدى العديد من الشركات الكبرى مثل تسلا ومايكروسوفت.
ولعل ما حدث مع الإنترنت يعطينا مثالاً على ما قد يحدث مع البيتكوين فقد تحول من صيحة ينظر لها على أنها لمجتمع العلماء فقط إلى ضرورة لكل شخص في العالم خلال نحو عقد من الزمان.
ويمكن أن تتبع البيتكوين المسار نفسه، فهل ينتظرنا قريباً مستقبل تكون فيه الأموال بلا حدود وخاضعة لسيطرة الناس لا الحكومات وهل نحن مستعدون لهذا؟ الأيام وحدها مَن ستجيب.