رسوم ترامب على الصلب والألومنيوم تفجّر أزمة تجارية مع كندا والمكسيك وأوروبا

كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي: تعريفات ترامب على الصلب غير المبررة (شترستوك)
كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي: تعريفات ترامب على الصلب غير المبررة
كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي: تعريفات ترامب على الصلب غير المبررة (شترستوك)

انتقدت كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم، واصفة إياه بأنه غير مبرر، وتعهد الاتحاد الأوروبي وكندا بالرد بقوة، وسط تزايد المخاوف من توسع الحرب التجارية.

«مثل هذه التعريفات ستكون غير مبررة على الإطلاق، وسيكون ردنا حازماً وواضحاً بالطبع»، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي في باريس، كما حذر صانعو الصلب الكنديون من الاضطراب الهائل من خطوة ترامب.

وفي المكسيك ثالث أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة بعد كندا والبرازيل، حثّ وزير كبيرٌ ترامبَ على عدم تدمير أربعة عقود من العلاقات التجارية في أميركا الشمالية.

وفي سياق متصل، قال وزير الاقتصاد المكسيسكي مارسيلو إبرارد إن التعريفات الجمركية غير مبررة لأن الميزان التجاري في الصلب والألومنيوم بين المكسيك والولايات المتحدة كان في صالح واشنطن بنحو 6.9 مليار دولار في عام 2024.

كما حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من التعريفات غير المبررة على الاتحاد الأوروبي، التي ستؤدي إلى اتخاذ إجراءات مضادة حازمة.

كما تعهدت كوريا الجنوبية، رابع أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، بحماية مصالح شركاتها، وقال القائم بأعمال الرئيس تشوي سانغ موك إن الدولة ستسعى إلى الحد من عدم اليقين من خلال بناء علاقة وثيقة مع إدارة ترامب وتوسيع الخيارات الدبلوماسية.

ووصفت هيئة صناعة الصلب البريطانية خطة التعريفة الجمركية بأنها ضربة مدمرة، بينما قالت نظيرتها الأوروبية إنها ستؤدي إلى تفاقم بيئة السوق الصعبة بالفعل.

وقع ترامب أوامر تنفيذية لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألومنيوم على أن تدخل حيز التنفيذ بدءاً من 12 مارس آذار المقبل، وقال ترامب «إن جميع واردات الألومنيوم ومشتقات الألومنيوم من الأرجنتين وأستراليا وكندا والمكسيك ودول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ستخضع لتعريفات إضافية».

وقائمة الصلب، شملت الدول نفسها في أمر ترامب التنفيذي، إلى جانب البرازيل واليابان وكوريا الجنوبية.

لكن من ناحية أخرى أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن الولايات المتحدة تدرس إعفاءً لبلاده بعد أن تحدث إلى ترامب عبر الهاتف.

التعريفات تستهدف الصين وليس هذه الدول

تستهدف التعريفات الجمركية الصين بشكل غير مباشر، إذ إن الأوامر التنفيذية توضح بالتفصيل كيف كانت بعض الدول، وخاصة المكسيك، تستخدم إعفاءاتها لإدخال الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

ويستغل المنتجون الصينيون استبعاد المكسيك من التعريفة الجمركية لتحويل الألومنيوم الصيني إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.

كما أشار ترامب أيضاً إلى أنه سينظر في فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات والأدوية ورقائق الكمبيوتر.

وَعَدَ الجمهوري بإعلان، يوم الثلاثاء أو الأربعاء، عن تعريفات متبادلة أوسع نطاقاً لتتناسب مع الرسوم التي تفرضها الحكومات الأخرى على المنتجات الأميركية.

خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، فرض تعريفات كاسحة لأنه يعتقد أن الصناعات الأميركية تواجه منافسة غير عادلة من الدول الآسيوية والأوروبية.

الاتحاد الأوروبي جاهز للرد

في حين أن الاتحاد الأوروبي يدرس كيفية الرد على ترامب، فلديه إمكانية إعادة النظر في تعريفاتها الانتقامية من عام 2018، التي تم تعليقها، إذ إنها ستعود إلى حيز التنفيذ عندما ينتهي الموعد النهائي في نهاية مارس، ما يؤثر على مجموعة من السلع الأميركية.

ولم تعط بروكسل أي إشارة إلى الإجراء الذي قد تتخذه لكن المستشار الألماني أولاف شولتس قال إن الاتحاد الأوروبي سيشكل جبهة موحدة لواشنطن.

ويذهب نحو ربع صادرات الصلب الأوروبية إلى الولايات المتحدة، وفقاً لشركة الاستشارات رولاند بيرغر.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي بالتأكيد لا داعي للذعر، واصفاً خطوة ترامب التعريفة الجمركية بأنها «غبية، لكنها يمكن التنبؤ بها».

لكن الدبلوماسي أعرب عن شكوكه في أن الأمر سينتهي بالحوار ويتوقع أن الولايات المتحدة تأمل على الأرجح في عقد صفقات.