يواجه الملياردير إيلون ماسك، أزمة كبيرة في شركاته سبيس إكس وتسلا وإكس، بعد تجدد الخلاف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط تهديد من الأخير بإيقاف الدعم لكل شركات ماسك، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن ترحيله من الولايات المتحدة وعودته إلى بلده الذي ولد فيه وهو جنوب إفريقيا.
ويُهدد تجدد احتجاج
ماسك على مشروع قانون ترامب للإعفاءات الضريبية الكبيرة وتخفيضات الإنفاق، الذي أقره مجلس الشيوخ، بتعريض مليارات الدولارات من عقوده الحكومية للخطر إذا ما ردّ ترامب.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأدى هذا التصدع الهشّ بينهما إلى تذبذب سعر سهم شركة تسلا، ودفع الرئيس إلى التفكير في ترحيل ماسك إلى موطنه جنوب أفريقيا.
هل يُرحل ماسك من الولايات المتحدة إلى جنوب إفريقيا؟
بينما أطلق ماسك انتقادات جديدة حول تكلفة التشريع في قانون الإنفاق الحكومي الذي وقعه الرئيس، فكر ترامب في إعادة وزارة الكفاءة الحكومية التي أنشأها ماسك إلى مبتكرها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وقال ترامب للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض في جولة بمركز احتجاز المهاجرين الجديد في فلوريدا: «دوج هو الوحش الذي قد يضطر إلى العودة».
وأشار ترامب أيضاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنه إذا خسر ماسك عقوده الحكومية، فربما يتعين عليه «إغلاق متجره والعودة إلى منزله في جنوب إفريقيا».
وعندما سأله أحد المراسلين لاحقاً عما إذا كان سيُرحّل ماسك، توقف ترامب قليلاً وقال: «لا أعرف.. علينا أن ننظر في الأمر».
ورداً على ذلك، كتب ماسك على موقع إكس: «من المغري جداً تصعيد هذا الأمر.. مغرٍ جداً، لكنني سأمتنع عن ذلك الآن».
ووصف ماسك مشروع قانون ترامب للإنفاق الحكومي بأنه هدر مالي كبير لأميركا، من شأنه أن يقضي على الوظائف ويعوق الصناعات الناشئة، ولم يكتفِ ماسك بتقييمات قاسية على منصات التواصل الاجتماعي؛ بل هدد بإعادة انخراطه في السياسة ومحاولة إقصاء كل عضو في الكونغرس يصوت لصالح مشروع القانون.
وقال ماسك في إحدى منشوراته: «سيخسرون انتخاباتهم التمهيدية العام المقبل إذا كان ذلك آخر شيء أقوم به على هذه الأرض»، مهدداً بإنشاء حزب سياسي جديد ينافس به هذه الأحزاب.
ورد ترامب وقال إن ماسك منزعجٌ بالفعل من التراجع الكبير في التشريع عن الإعفاءات الضريبية للطاقة الخضراء التي مُنحت في عهد بايدن للسيارات الكهربائية والتقنيات المرتبطة بها، بينما نفى ماسك ذلك، لكن هذا التراجع قد يُلحق الضرر بالوضع المالي لشركة تسلا.
شركات ماسك في خطر
تهديد ترامب بترحيل ماسك من الولايات المتحدة، لم يكن الخطر الوحيد على
أغنى رجل في العالم، حيث تقع شركة ماسك للصواريخ والأقمار الصناعية، سبيس إكس، أيضاً في مرمى نيران ترامب، بالإضافة إلى تأثير إلغاء الدعم الحكومي على الطاقة الخضراء على شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية.
وقال ترامب في منشوره: «لن نسمح بإطلاق الصواريخ أو الأقمار الصناعية أو إنتاج السيارات الكهربائية بعد الآن، وستوفر بلادنا ثروة طائلة، أموال طائلة ستُوفر».
وحصلت شركة سبيس إكس على مليارات الدولارات الفيدرالية للمساعدة في إرسال رواد فضاء إلى الفضاء وأداء أعمال أخرى لصالح وكالة ناسا، بما في ذلك عقد لإرسال فريق من وكالة الفضاء إلى القمر العام المقبل.
ولكن التداعيات الأكثر مباشرة لخلافهما كانت هبوط سهم شركة تسلا بنسبة 5.3 في المئة أمس الثلاثاء.
ويمكن أن يكون لأداء سهم تسلا تأثيرٌ بالغٌ على صناديق مؤشرات سوق الأسهم التي استثمر فيها ملايين الأميركيين مدخراتهم التقاعدية.
وتُعدّ شركة صناعة السيارات الكهربائية واحدةً من الشركات السبع الرائعة، وهي مجموعة الشركات التي تضمّ أبل وألفابت، الشركة الأم لغوغل، والتي تُشكّل نحو ثلث قيمة مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
وتأتي هجمات ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت حساس بالنسبة لشركته للسيارات، فقد بدأت تسلا للتو اختبار خدمة «التاكسي الآلي» ذاتية القيادة في أوستن، تكساس، ويحتاج ماسك إلى نجاح هذا الاختبار إذا كان يأمل في الوفاء بوعده للمستثمرين بتقديم الخدمة بسرعة في مدن أخرى خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وهناك عقبة محتملة أمام ذلك، وهي الهيئات التنظيمية الفيدرالية للسلامة، حيث طلبت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة معلومات من شركة تسلا الأسبوع الماضي بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لعدد قليل من سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أوستن تقود بشكل غير منتظم، بما في ذلك واحدة تتجه إلى مسار معاكس.
وجاء ذلك في أعقاب طلب من الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة الشهر الماضي للحصول على بيانات حول كيفية أداء سيارات الأجرة بدون سائق في ظروف الرؤية المنخفضة، والذي جاء بعد تحقيق أجري العام الماضي في 2.4 مليون سيارة تسلا مجهزة ببرنامج القيادة الذاتية الكامل بعد عدة حوادث، بما في ذلك حادث أدى إلى مقتل أحد المشاة.
ويحتاج ماسك إلى انطلاق سيارات الأجرة الآلية لأن العمل الرئيسي لشركة تسلا، وهو بيع السيارات، يسير بشكل سيئ.
تداعيات جديدة للخلاف بين ترامب وماسك
واعترف ماسك بأن مقاطعات الأشخاص الغاضبين من آرائه السياسية أضرت بالمبيعات، لكنه ألقى باللوم إلى حد كبير على عامل مؤقت أقل إثارة للخوف، قائلاً «الناس متحمسون للغاية بشأن أحدث نسخة من سيارة تسلا موديل Y SUV لدرجة أنهم قرروا تأجيل عمليات الشراء لبضعة أشهر».
لكن الآن، وبعد توفر الإصدار الجديد، لا تزال المبيعات في تراجع مستمر، وأظهرت الأرقام الصادرة الأسبوع الماضي انخفاض المبيعات في أوروبا بنسبة 28 في المئة، في مايو مقارنةً بالعام السابق، وهو الشهر الخامس على التوالي الذي يشهد انخفاضاً كبيراً، وستصدر دفعة جديدة من بيانات المبيعات، تشمل الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، يوم الأربعاء.
ومن المفارقات أن خلاف ماسك مع ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي يهدد أعماله من كلا الجانبين، بينما لن يشتري الناس سياراته بسبب ذكريات صداقته مع ترامب، والآن قد تتضرر أعماله وأعماله الأخرى بسبب تدهور تلك الصداقة.
وقال دان آيفز، المحلل المالي في شركة ويدبوش للأوراق المالية: «في عالمٍ مليءٍ بالتعقيدات، نجح في تهميش الطرفين، ويبدو الأمر مستحيلاً، لكنه نجح بالفعل».