أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأسبوع الماضي إلى احتمالية توقفه قريباً عن رفع أسعار الفائدة، وأخذ استراحة من سياسة التشديد النقدي، لكن جاء تقرير الوظائف الأميركي ليضع هذا التوجه في موضع الشك.
وقال سمير سامانا، كبير استراتيجيي السوق العالمية لدى معهد «ويلز فارجو» في بيان، «في حين أن الاحتياطي الفيدرالي قد وضع الأساس للتوقف في اجتماع يونيو حزيران، فإن البيانات الاقتصادية القوية ستبقيهم أكثر تحيزاً نحو الاستمرار في التشديد النقدي».
وأظهر تقرير الوظائف الأميركي الأخير انخفاض معدل البطالة إلى 3.4 في المئة، وإضافة الاقتصاد الأميركي نحو 253 ألف وظيفة في أبريل نيسان، كما زاد متوسط الدخل في الساعة بنسبة 0.5 نقطة مئوية عن الشهر السابق، وبنسبة 4.4 في المئة عن الشهر ذاته من العام الماضي.
مخاوف تباطؤ الاقتصاد لا تزال قائمة
ومع ذلك، بالتركيز في تفاصيل تقرير الوظائف، نجده يكشف لنا أن التوظيف ليس قوياً في جميع القطاعات، ويتركز في عدد قليل من الصناعات.
وقال جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين لدى «إي واي بارثينون» لشبكة «CNN»، «نمو الوظائف الذي شوهد في أبريل نيسان لم يكن واسع النطاق تماماً.. ما زلنا نشهد نمواً في بعض القطاعات، لكننا نرى أيضاً قطاعات أخرى تتراجع».
وأضاف بيكي فرانكيفيتش الرئيس والمدير التجاري الأول لدى وكالة التوظيف «مان باور غروب»، «يستمر أصحاب العمل في توظيف المهارات المطلوبة، تزامناً مع خفض عدد الموظفين غير الأساسيين».
ومن بين تلك القطاعات التي شهدت مستويات تسريح عالية، قطاع خدمات التوظيف، وقطاع العقارات الإدارية، وقطاع النقل والمواصلات، وقطاع البناء، من بين آخرين.
وبينما يمكن أن يحدث الكثير في الأسابيع المقبلة مع انتظار صدور عدة بيانات اقتصادية بما في ذلك تقرير وظائف آخر قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يونيو حزيران، فإن هذه البيانات قد تعزز وجهة نظر البنك التشديدية بعد عشر مرات متتالية من زيادة الفائدة، بحسب المحللين.
وقال داكو، «أعتقد أن هذا التقرير سيبقى الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتمد على البيانات على تحيز شديد»، مضيفاً، «لسوء الحظ، فإن الواقع اليوم هو أن الاعتماد المفرط على البيانات قد يكون محفوفاً بالمخاطر في مثل هذه البيئة الاقتصادية المتقلبة».
(إليزابيث بوشوالد، أليسيا والاس – CNN).