انخفض إجمالي الثروات الخاصة في العالم بنسبة 2.4 في المئة إلى 454.4 تريليون دولار بنهاية عام 2022، وفقاً لتقرير الثروة العالمية السنوي لبنك «كريدي سويس» التابع لـ«يو بي إس» حالياً.
ويعني ذلك أن عدد مليونيرات العالم انخفض بنحو 3.5 مليون شخص مقارنة بعام 2021، ليصل إلى 60 مليون مليونير فقط.
على الصعيد الإقليمي، أظهر التقرير أن خسارة الثروة العالمية تركزت بشكلٍ كبير في المناطق الأكثر ثراءً مثل أميركا الشمالية وأوروبا، اللتين تقدر خسارتهما معاً 10.9 تريليون دولار، بينما سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ خسائر قدرها 2.1 تريليون دولار.
وشهدت بعض الدول انخفاضاً أكبر من غيرها في أعداد المليونيرات، إذ فقدت الولايات المتحدة وحدها 1.8 مليون مليونير، من بينهم 17.26 ألف ثري من فئة « أصحاب الثروات الفائقة»، الذين تزيد ثرواتهم على 50 مليون دولار لكل شخص.
على الرغم من ذلك لا تزال الولايات المتحدة تضم أكثر من 120 ألف ثري من أصحاب الثروات الفائقة، في حين أن الصين لا تضم سوى 33 ألفاً فقط، رغم أنها تحتل المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر احتضاناً لهذه الفئة من الأثرياء.
وعزى التقرير هذا التراجع بشكلٍ أساسي إلى الخسائر التي سجلتها أسواق الأسهم والسندات على مدار العام، والتي تؤثّر بشكل مباشر على ثروات الأثرياء الذين يستثمرون أموالهم في الأسواق المالية.
وقد يرى البعض أن هذه التغيرات تعكس صورة قاتمة، لكنها في الواقع تعكس جانباً آخر أكثر تفاؤلاً، إذ تصب في صالح المواطن العادي.
المواطن العادي المستفيد الأكبر
تم رصد تحسن إيجابي في ثروات المواطن العادي في الوقت الذي واجه فيه مجموعة من أصحاب الملايين والمليارديرات ضغوطاً متزايدة على ثرواتهم.
وارتفع متوسط الثروة العالمية، وهو مؤشر أكثر أهمية لكيفية أداء الشخص العادي، بنسبة ثلاثة في المئة عام 2022، بحسب التقرير.
كما تظهر توقعات بنك «كريدي سويس» جانباً متفائلاً آخر، إذ توقعت ارتفاع الثروة العالمية بنسبة 38 في المئة في السنوات الخمس المقبلة، لتصل إلى 629 تريليون دولار بحلول عام 2027.
والأهم من ذلك، أنه من المتوقع أن تقود البلدان متوسطة الدخل هذا النمو، على أن يصل متوسط ثروة الفرد عالمياً إلى 110.270 ألف دولار بحلول 2027، مقارنة بنحو 84.718 ألف دولار حالياً.
يُشار إلى أن تلك التوقعات تعكس متوسط ثروة الفرد (إجمالي الثروة العالمية مقسم على عدد سكان العالم)، وهذا لا يعني توزيع الثروة بشكل متساوٍ بين الأفراد على مستوى العالم، فقد يكون هناك ملايين الأشخاص الذين تقل ثرواتهم أو تزيد على هذا المتوسط بكثير.