يحتفل القادة والمسؤولون من جميع أنحاء العالم في بكين بالذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام والطريق، منذ أن أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أول مرة في عام 2013، بهدف تعزيز التجارة مع آسيا وإفريقيا وأوروبا.

ماذا يعني اسم مبادرة الحزام والطريق؟

يشير (الحزام) إلى الطرق البرية التي تربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى، وجنوب آسيا، وكذلك جنوب شرق آسيا، بينما يشير (الطريق) إلى شبكة بحرية تربط الصين بالموانئ الرئيسية عبر آسيا والمحيط الهندي، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، بحسب الموقع الرسمي للمبادرة.

تسمى أيضاً هذه المبادرة باسم طريق الحرير الجديد، تيمناً بشبكة الطرق التي كانت تربط بين الشرق والغرب قديماً لنقل الحرير من ضمن العديد من المنتجات الأخرى، وكان يطلق عليها (طرق الحرير).

وتعتبر هذه المبادرة هي خطة الصين الكبرى لتوسيع التعاون الاقتصادي والبنية التحتية عبر القارات من خلال الطرق البرية والبحرية الاستراتيجية، وبالفعل نجحت في جعل الصين أقرب إلى العالم من خلال الاستثمارات ومشاريع البنية التحتية في أكثر من 150 دولة.

مشاركة ضخمة من الصين

بلغت إجمالي مشاركة الصين التراكمية في مبادرة الحزام والطريق منذ عام 2013، نحو 962 مليار دولار أميركي، أي ما يقرب من تريليون دولار في مختلف القطاعات، بحسب التقرير السنوي الصادر عن مركز التمويل والتنمية الأخضر (GFDC).

وخلال عام 2022، ساعدت مبادرة الحزام والطريق في زيادة استثمارات الصين على نحو مطرد في شرق آسيا وكذلك في بلدان الشرق الأوسط، مقابل استثمارات أقل بكثير في دول جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا.

وكشف التقرير أن دول الشرق الأوسط وسعت تعاونها مع الصين، وحصلت على نحو 23 في المئة من المشاركة الصينية في مبادرة الحزام والطريق في عام 2022، ما يمثل ضعف حصة عام 2021.

وعلى العكس من ذلك، شهدت دول جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا جنوب الصحراء أعلى انخفاض في مشاركة الصين خلال عام 2022، مع تراجع عقود البناء بنحو 44 في المئة، وهبوط الاستثمار 65 في المئة مقارنة بعام 2021، كما شهدت منطقة غرب آسيا انخفاضات كبيرة في المشاركة الصينية أيضاً.

الإمارات ومصر والسعودية

وصل حجم تجارة الإمارات مع دول آسيا وإفريقيا وأوروبا بدعم من هذه المبادرة إلى نحو 560 مليار دولار في 2022، والتي تسهم بنسبة 90 في المئة من تجارة الإمارات غير النفطية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.

خاصة أن الصين والهند والسعودية والعراق وتركيا واليابان وسلطنة عمان والكويت وهونج كونج ضمن قائمة أهم عشرة شركاء تجاريين للإمارات.

وفي مصر، وقع مؤخراً وليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وليو زيكسيانج، رئيس مجموعة تشاينا إنرجي، على الاتفاقية الإطارية التي تستهدف إقامة مشروع لإنتاج 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء و210 آلاف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً باستثمارات تبلغ 6.75 مليار دولار.

ذلك بالإضافة إلى توقيع 4 اتفاقيات جديدة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع المطور الصناعي الصيني (تيدا – مصر)، داخل المنطقة الصناعية بالسخنة.

أما السعودية، فكانت أكبر دول الشرق الأوسط التي حصلت على استثمارات صينية ضمن نطاق مبادرة الحزام والطريق في عام 2022، والتي وصلت إلى 5.6 مليار دولار.

ومن المتوقع أن تساعد مبادرة الحزام والطريق من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية بالكامل، على زيادة الدخل الحقيقي العالمي بنسبة تتراوح بين 0.7 في المئة إلى 2.9 في المئة بحلول عام 2030، ما ينتشل أكثر من سبعة ملايين شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل، وفقاً للبنك الدولي.