تعتزم مصر استئناف تصديرها الغاز المسال خلال نهاية الشهر الحالي، أو بداية الشهر المقبل على أقصى التقديرات، وفقاً لما قاله مسؤول حكومي مصري، وذلك عقب استقرار كميات الغاز الطبيعي التي تصدرها إسرائيل لمصر.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن وزارة البترول والثروة المعدنية تنتظر استقرار معدلات ضخ كميات الغاز الطبيعي الموردة من إسرائيل مع انخفاض استهلاك السوق المحلية من الغاز الطبيعي عقب تراجع استهلاك محطات الكهرباء المصرية مع انخفاض درجات الحرارة خلال تلك الفترة.
وكان مصدر مطلع على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر، قال في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» خلال الأسبوع الحالي، إن شركة شيفرون الأميركية أبلغت مصر باستئناف تصديرها كميات الغاز من حقل تمار خلال يومين، لترتفع كميات الغاز الموردة لمصر وتتخطى 900 مليون قدم مكعبة يومياً.
وكانت كميات الغاز الطبيعي المصدرة من إسرائيل إلى مصر ارتفعت خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر تشرين الأول الماضي، لتصل إلى نحو 350 مليون قدم مكعبة يومياً، مقابل 150 مليون قدم مكعبة مع بداية وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار نتيجة اندلاع الحرب في غزة.
يقع حقل تمار في البحر المتوسط على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود على الساحل الجنوبي لإسرائيل على المتوسط.
وتستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل من حقلي ليفياثان وتمار.
انخفاض إيرادات الغاز
وفي يونيو حزيران، قال وزير البترول المصري طارق الملا في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن وزارة البترول تعتزم استئناف تصدير الغاز المسال عبر محطتي الإسالة التابعتين لها خلال أكتوبر تشرين الأول.
وتوقع الملا انخفاض إيرادات بلاده من صادرات الغاز الطبيعي المسال 50 بالمئة هذا العام، نظراً لتراجع الأسعار العالمية، التي انخفضت بنحو الثلثين مقارنة بالمستويات القياسية التي سجلتها في 2022.
ووقعت مصر في يونيو حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.
رحلة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر
بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركتي نوبل إنرجي -التي استحوذت عليها شيفرون في 2020- وديليك دريلينغ، وشركة دولفينوس القابضة المصرية.
ارتفعت كميات الغاز الطبيعي التي تستوردها مصر من إسرائيل في العام المالي الماضي المنتهي في يونيو حزيران 2023، بنسبة 42.77 في المئة، لتصل إلى 272.7 مليار قدم مكعبة من الغاز، مقابل 191 مليار قدم مكعبة في العام المالي السابق 2021-2022، وفقاً لتقرير الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
ويوجد في مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي وإعادة تصديره، الأول في إدكو مملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 1.35 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، والآخر في دمياط ومملوك لشركة إيني الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية إيجاس، وهيئة البترول، ويضم وحدة ذات طاقة إنتاجية تصل إلى نحو 750 مليون قدم مكعبة يومياً.