ارتفعت كميات الغاز الطبيعي المصدرة من إسرائيل إلى مصر لتصل إلى نحو 350 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، مقابل 150 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً مع بداية وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار نتيجة اندلاع الصراع بين إسرائيل وغزة، وفقاً لما قاله مصدر مطلع على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» أن كميات الغاز المصدر من إسرائيل إلى مصر ترتفع بشكل تدريجي، «لكن لم تصل إلى طبيعتها التي كانت تتخطى حاجز الـ850 مليون قدم قبل توقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار».
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن إسرائيل علقت الإنتاج مؤقتاً من حقل غاز تمار البحري قبالة ساحلها الجنوبي، وستبحث عن مصادر وقود بديلة لتلبية احتياجاتها، وذلك في أعقاب ا لهجوم العسكري الذي شنته حماس على إسرائيل.
وأكدت شركة شيفرون التي تشغل الحقل أنها تلقت تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية بوقف العمليات في تمار، وهو مصدر رئيسي للغاز اللازم لتوليد الكهرباء، والصناعة في إسرائيل.
ويقع حقل تمار في البحر المتوسط على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود على الساحل الجنوبي لإسرائيل على البحر المتوسط.
وتستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل من حقلي ليفياثان وتمار.
ويقول المصدر، إن خطة زيادة صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر تدريجياً بحلول العام القادم قد يتم تأجيلها نتيجة لتأخر أعمال الإنتاج والتنمية في حقل تمار، «ولكن ستزيد الكميات خلال الربع الأول من العام القادم بدلاً من يناير كانون الثاني».
وكان مصدران مطلعان على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي، قد قالا في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» في يونيو حزيران الماضي، إن إسرائيل تعتزم زيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر بنسبة تصل إلى 26 في المئة بحلول العام القادم، ليصل حجم الغاز المورد لمصر إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة.
ووقعت مصر في يونيو حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.
رحلة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر
بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركة نوبل إنيرجي -التي استحوذت عليها شيفرون في 2020- وديليك دريلينج، وشركة دولفينوس القابضة المصرية.
ويوجد في مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي و إعادة تصديره، الأول في إدكو مملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 1.35 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، والآخر في دمياط ومملوك لشركة «إيني» الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، وهيئة البترول، ويضم وحده فقط طاقة تصل إلى نحو 750 مليون قدم مكعبة يومياً.
ولدى مصر خط أنابيب شرق المتوسط، وهو خط لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل عبر المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كيلومتر، ويُستخدم حالياً في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر.
وزادت كميات الغاز الطبيعي المستوردة على مدار العام المالي الماضي 2021-2022 بنسبة 45.69 في المئة إلى 191 مليار قدم مكعبة، مقابل نحو 131.1 مليار قدم مكعبة في العام المالي السابق 2020-2021.
بدأ حقل ليفياثان الإنتاج نهاية عام 2019 بطاقة 12 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، ويُباع إنتاجه إلى مصر والأردن، إلى جانب تلبية الاحتياجات المحلية لإسرائيل.