عندما يتعلق الأمر بشراء هدايا عيد الميلاد، فإنه يعتبر وقتاً مثالياً لانتعاش السوق الأميركية، وذلك على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها العالم.

يصادف عيد الميلاد العام الحالي يوم الأحد، ما يسمح للمواطنين الأميركيين بالتسوق من أجل الكريسماس، في عطلة نهاية الأسبوع -أي يوم السبت- علماً أن شركة (سنسورماتيك سوليوشنز) للأبحاث توقعت وصول التسوق لذروته في 23 ديسمبر كانون الأول.

هل تعود معدلات التسوق في عيد الميلاد إلى طبيعتها؟

يعد التسوق داخل المتجر هو المفضل لأولئك الذين يبحثون عن هدايا عيد الميلاد، ربما بسبب المخاوف من عدم وصول الهدايا في الوقت المحدد في حالة شرائها عبر الإنترنت.

قدّر الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة، أن نحو 142 مليون متسوق سيتوجهون إلى المتاجر أو عبر الإنترنت.

وعلى الرغم من ارتفاع هذه النسبة بشكل حاد على نحو 126 مليون مستهلك عام 2017، فإنها أقل من العام الماضي 2022، إذ بلغ عدد المتسوقين الكلي نحو 158 مليون شخص.

لكن عدد المتسوقين ارتفع خلال يوم السبت من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي بنحو 44 مليوناً، ما يعادل 28 في المئة.

وفي نظرة فاحصة للتسوق وقت عيد الميلاد أو الكريسماس، فإن معدلات التسوق عادت إلى طبيعتها قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ أصدرت ستاتيستا تحليلاً حديثاً في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، كشفت فيه عن مصروفات الأميركيين على الهدايا الخاصة بالكريسماس.

وأوضح التحليل المبني على استطلاع رأي أكثر من ألف شخص ممن تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق، أن تكاليف الهدايا التي يشتريها الفرد الواحد فاقت عام 2006، وهي الفترة التي شهدت فيها الولايات المتحدة الأميركية رواجاً في التسوق لهذه المناسبة.

يأتي ذلك في وقت كان الدولار الواحد يتمتع بالقوة الشرائية نفسها التي يتمتع بها نحو 1.49 دولار حالياً، وعلى مدار 17 عاماً يمثل هذا تغيراً قدره 0.49 دولار، وكان متوسط معدل التضخم للدولار بين عامي 2006 و2023 هو 3.97 في المئة سنوياً.

الناتج المحلي الإجمالي لأميركا

خلال هذا الأسبوع، شهد الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثالث، وهو مقياس واسع للنمو الاقتصادي، انخفاضاً إلى 4.9 في المئة مقارنة بالتقارير السابقة البالغة 5.3 في المئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.

في هذا الشأن، توقع الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة أن يتسم المتسوقون بالمرونة الكافية للإنفاق في العطلات، مرجحاً أن يصل الإنفاق على العطلات إلى مستويات قياسية في شهري نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول، لينمو بين 3 و4 في المئة ليبلغ 967 مليار دولار، ارتفاعاً من 930 مليار دولار العام الماضي.

ومن المتوقع أن يتسوق الأميركيون حتى نهاية ديسمبر كانون الأول وأوائل يناير كانون الثاني، وفقاً للاتحاد، الذي أوضح أن 70 في المئة من المستهلكين يخططون للتسوق في الأسبوع التالي لعيد الميلاد، بهدف الاستفادة من مبيعات العطلات والعروض الترويجية.

(نيكول غودكايند-CNN)