يقود الجشع الشديد الأسهم الأميركية، بحسب مؤشر الخوف والجشع الذي تصدره شبكة CNN والذي بدوره يقيس معنويات المستثمرين والسوق وسط ترقب بالأسواق لموجة من ارتفاع الأسعار بالسوق المحلية.

ويستخدم مؤشر الخوف والجشع لقياس مزاجية ومعنويات السوق؛ إذ إن العديد من المستثمرين عاطفيون ورجعيون، ويمكن لمؤشرات مشاعر الخوف والجشع أن تنبه المستثمرين إلى عواطفهم وتحيزاتهم التي بإمكانها التأثير على قرارتهم.

وتقاس نسبة الخوف والجشع على مقياس من صفر (حالة الخوف الشديد) إلى 100 (الجشع الشديد) بدعم من سبعة مؤشرات رئيسية، وهي زخم السوق وقوة سعر السهم واتساع سعر السهم، إضافةً إلى خيارات البيع والشراء وتقلبات السوق والطلب على الملاذ الآمن والطلب على السندات غير المرغوب فيها.

الجشع الشديد يقود سوق الأسهم الأميركية

وأظهرت قياسات المؤشر الجديدة التي صدرت يوم الجمعة أن السوق وصلت إلى حالة الجشع الشديد؛ إذ سجلت 77 نقطة من أصل 100 مقابل 79 نقطة لآخر إغلاق لها، بينما سجلت 62 نقطة خلال الشهر الماضي؛ ما يعني وجود حالة من الجشع فقط مقابل 65 نقطة خلال العام الماضي.

زخم السوق

يستخدم مؤشر الخوف والجشع تباطؤ الزخم كإشارة للخوف وزخم متزايد للجشع، كما يقاس الزخم الإيجابي للسوق وفقاً لتحركات سهم إس أند بي 500 عندما يكون هذا المؤشر أعلى من المتوسط المتداول لأيام التداول التي يقدر عددها بنحو 125 يوماً، أما إذا كان المؤشر أقل من المتوسط فهذا يدل على تقلب حركات المستثمرين.

وتشير أحدث القياسات إلى ارتفاع مؤشر إس أند بي 500 عن تداول 125 يوماً السابقة، إذ بلغ مؤشر إس أند بي 500 نحو 5137.08 نقطة يوم الجمعة، مقابل 5087 نقطة يوم 22 فبراير شباط الماضي، ما يشير إلى تباطؤ الزخم الخاص بالمؤشر؛ وهو ما يعني سيادة حالة من الجشع الشديد على تحركات السوق.

قوة سعر السهم

من المهم معرفة عدد الأسهم التي تعمل بشكل جيد مقابل تلك التي تكافح، إذ يمكن لعدد قليل من الأسهم أن يحرف عوائد السوق بشكل كبير، ويوضح المؤشر عدد الأسهم في بورصة نيويورك عند أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوعاً مقابل تلك التي سجلت أدنى مستوياتها خلال 52 أسبوعاً، ويعد وجود زيادة في عدد الارتفاعات أكثر من القيعان علامة تصاعدية وتشير إلى زيادة الجشع في الأسواق.

وبحسب المؤشر سادت الأسهم حالة من التصاعد منذ يوم 21 فبراير شباط الماضي من مستوى 4.37 في المئة ليصل مستواها في الأول من مارس آذار الجاري إلى نحو 5.02 في المئة؛ ما يعني سيطرة حالة من الجشع الشديد على أسعار الأسهم.

اتساع سعر السهم

ينظر هذا المقياس إلى كمية أو حجم الأسهم التي ترتفع في بورصة نيويورك مقابل تلك التي تنخفض، ويعد الرقم المنخفض علامة هبوط، كما يستخدم مؤشر الخوف والجشع انخفاض حجم التداول كإشارة للخوف.

وبلغ إجمالي حركة التداول على المؤشر في الأول من مارس آذار نحو 1273.08 نقطة، بينما بلغ في الأسبوع الماضي يوم الثالث والعشرين من فبراير شباط نحو 1179.9 نقطة؛ ما يعني ارتفاع حجم التداول؛ ما يشير إلى سيطرة حالة من الجشع على حركة التداولات.

خيارات البيع والشراء

عادة يمثل ارتفاع نسبة عمليات البيع عن المكالمات (الشراء) علامة على أن المستثمرين يزدادون توتراً، وتمثل النسبة فوق واحد في المئة هبوطاً في أسعار، ويستخدم مؤشر الخوف والجشع نسبة هبوط الخيارات كإشارة إلى سيطرة الخوف على حركة أسواق التداول.

وبلغت النسبة على المؤشر في الأول من مارس آذار الجاري نحو 0.70 في المئة هبوطاً من مستوى 0.74 في المئة، لكنها تمثل ارتفاعاً في أسعار الأسهم لكونها أعلى من واحد في المئة؛ ما يعني سيطرة حركة من الجشع الشديد على خيارات البيع والشراء.

تقلبات السوق

يعد مقياس التقلبات أو مقياس (فيكس) هو الأشهر في ما يخص الأسعار المتوقعة أو خيارات مؤشر إس أند بي 500 خلال فترة تقدر بنحو 30 يوماً، وغالباً ما ينخفض المؤشر عند الأيام التي ترتفع فيها السوق الأوسع ويرتفع عندما تنخفض الأسهم.

يستخدم مؤشر الخوف والجشع تقلبات السوق المتزايدة كإشارة للخوف.

الطلب على الملاذ الآمن

يستخدم مؤشر الخوف والجشع الطلب المتزايد على الملاذ الآمن كإشارة للخوف، تعمل السندات بشكل أفضل عندما يشعر المستثمرون بالخوف.

ويُظهر طلب الملاذ الآمن الفرق بين عوائد سندات الخزانة والأسهم خلال أيام التداول الـ20 الماضية، كما يمكن أن تتفوق السندات على الأسهم خلال فترة قصيرة.

ويُظهر المؤشر انخفاض الطلب على الملاذ الآمن إلى 4.98 في المئة في الأول من مارس آذار الجاري مقابل ارتفاعه عند أعلى مستوى له منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي عند 7.13 في المئة؛ ما يعني سيطرة حالة من الجشع الشديد على أسواق الملاذ الآمن.

السندات غير المرغوب فيها

يستخدم مؤشر الخوف والجشع الطلب على السندات غير المرغوب فيها كإشارة للجشع، وعلى نحو آخر تحمل السندات غير المرغوب فيها مخاطر أعلى للتخلف عن السداد مقارنة بالسندات الأخرى.

وتنخفض عائدات السندات أو العائد الذي تحصل عليه من الاستثمار في السندات عند ارتفاع الأسعار، أما إذا كان المستثمرون يتوقون إلى السندات غير المرغوب فيها، فإن العوائد تنخفض وبالمثل، ترتفع العوائد عندما تتزايد حركة البيع.

ويعد الفرق الأصغر (أو السبريد) أو فرق العرض والطلب بين عائدات السندات غير المرغوب فيها والسندات الحكومية الأكثر أماناً هو علامة على أن المستثمرين يتحملون المزيد من المخاطر.

ويظهر المؤشر ارتفاع الطلب على السندات غير المرغوب فيها بنحو 1.64 في المئة في الأول من مارس آذار الجاري، وهو أعلى مستوى له منذ الأول من فبراير شباط الماضي عند 1.74 في المئة.