رفعت الهند احتياطياتها الرسمية من الذهب إلى نحو 801 طن خلال 2023، لتحتل المركز التاسع بين أكثر 10 دول في العالم تمتلك احتياطياً من المعدن الثمين.

وذلك، وفقاً لتقديرات مجلس الذهب العالمي، حول احتياطيات الذهب بحسب الدولة حتى الربع الثالث من عام 2023.

وفي المركز السادس، جاءت الصين باحتياطي من الذهب بلغ 2192 طناً، تلتها سويسرا برصيد وصل إلى نحو 1040 طناً، ثم اليابان بنحو 847 طناً، واحتلت الهند المركز التاسع بنحو 801 طن، وحلت هولندا عاشراً بنحو 612 طناً من الذهب.

لماذا تحتفظ الدول باحتياطيات الذهب؟

تعد احتياطيات الذهب ضرورية للاستقرار الاقتصادي لأي بلد، حيث تعمل كمخزن موثوق للقيمة، خاصة خلال حالات عدم اليقين المالي.

وكان المعيار الذهبي ممارسة عالمية في أواخر القرن التاسع عشر وجزءاً مهماً من القرن العشرين، في هذا العصر، دعمت البلدان قيمة أموالها الورقية بالذهب من خلال تحديد سعر صرف ثابت بين عملتها وكمية محددة من الذهب، في الأساس، كان لكل وحدة عملة صادرة قيمة مقابلة في الذهب، ويمكن للأفراد استبدال أموالهم الورقية بالذهب الفعلي بهذا السعر المحدد.

وعلى الرغم من التخلي عنها رسمياً في السبعينيات، فإن العديد من البلدان يحتفظ باحتياطيات من الذهب؛ فالطلب على احتياطيات الذهب آخذ في الارتفاع بسبب تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي، وتفضل البنوك المركزية الذهب مرة أخرى باعتباره الأصل المفضل للملاذ الآمن، ولا تزال احتياطيات الذهب تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الجدارة الائتمانية للبلد ومكانته الاقتصادية العامة، حتى مع تطور المشهد الاقتصادي المعاصر.

وتاريخياً، لعب الذهب دوراً في دعم قيمة عملة الدولة، كما أن التنويع سبب رئيسي آخر للاحتفاظ بالذهب؛ فالذهب أصل ملموس، ومن خلال الاحتفاظ به في احتياطياتها، يمكن للبلدان تنويع حافظتها الإجمالية، ويساعد هذا التنويع على التخفيف من المخاطر المرتبطة بتقلبات قيمة الأصول الأخرى.

وتتزايد جاذبية الذهب بسبب ارتباطه العكسي بالدولار الأميركي، عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الزيادة في القيمة، وتسمح هذه الديناميكية للبنوك المركزية بحماية احتياطياتها خلال فترات تقلب السوق.

كما أن احتياطيات الذهب لها دور في التجارة والتمويل الدوليين، تستخدم بعض البلدان الذهب لتسوية الاختلالات التجارية أو كضمان للقروض، ويمكن لوجود احتياطيات الذهب أن يعزز الجدارة الائتمانية لبلد ما ويؤثر على مكانته في النظام الاقتصادي العالمي.

وعلاوة على ذلك، فإن الذهب بمثابة تحوط أثناء الأزمات، غالباً ما ترتفع قيمة احتياطيات الذهب خلال فترات الانكماش الاقتصادي أو عدم اليقين الجيوسياسي؛ ما يقي من التضخم وخفض قيمة العملة.