3542 جنيهاً.. هو سعر تداول غرام الذهب عيار 24 في مصر في الوقت الحالي، فيما يمثل تراجعاً بنحو 300 جنيه عن قيمة المعدن الأصفر ظهر يوم الجمعة الماضي الذي شهد إعلان رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن صفقة رأس الحكمة، وتعد الصفقة بدخول 35 مليار دولار إلى مصر بفضل الشراكة مع أبوظبي التنموية القابضة.
حالة من الترقب في سوق الذهب
في اتصال هاتفي مع «CNN الاقتصادية» قال سعيد إمبابي الرئيس التنفيذي لمنصة (آي صاغة) لبيع الذهب والمجوهرات إن «أسعار الذهب في مصر تشهد حالة من الترقب انتظاراً لتدفق دولارات صفقة رأس الحكمة، والتي من المنتظر أن تتيح للبنوك توفير احتياجات المستوردين والأفراد من العملة الصعبة».
وتوقع إمبابي أن يهوي سعر الذهب عيار 21 إلى نحو 2500، لكنه حذَّر من أن تأخر البنوك في توفير الدولار قد يقفز بأسعار الذهب مرة أخرى إلى مستويات قياسية بعد انقضاء فترة الأسبوعين التي وعد بها رئيس الوزراء لوصول الدفعة الأولى من الصفقة، والتي تقدر بـ10 مليارات دولار.
الذهب عيار 21 هو الفئة الأكثر انتشاراً في السوق المصرية، ويُستخدم في سبك الجنيهات الذهبية التي تحظى بشعبية عالية بين المتحوطين بالمعدن الأصفر.
وازداد الطلب على الذهب في مصر مع اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل نحو عامين، والتي كانت سبباً رئيساً لخروج أكثر من 20 مليار دولار من خزائن البنك المركزي المصري، لتمثل بداية أزمة الدولار الحادة التي تعاني منها مصر.
أسعار الذهب خلال السنوات السابقة.. هل فقد الذهب بريقه كملاذ؟
وبلغت الأزمة ذروتها في يناير كانون الثاني حينما قفز سعر الورقة الخضراء إلى أكثر من 72 جنيهاً في السوق الموازية، بينما يقبع السعر الرسمي عند أقل من 31 جنيهاً منذ آخر تخفيض للعملة المحلية قبل نحو عام.
حركة الذهب مرهونة بوصول دولارات صفقة رأس الحكمة
أرجع هاني ميلاد -رئيس شعبة الذهب في الغرفة التجارية- معاودة سعر الذهب للارتفاع منذ مساء الاثنين إلى «زيادة الطلب»، موضحاً أن هبوط الأسعار مع الإعلان عن صفقة رأس الحكمة أغرى الكثيرين ممن كانوا يحجمون في السابق عن شراء المعدن الأصفر طوال شهر يناير كانون الثاني نتيجة ارتفاع الأسعار.
كما عزا ميلاد ارتفاع الأسعار في بداية العام إلى حالة «انعدام اليقين التي هيمنت على السوق بسبب خسائر الجنيه وشح الدولار فضلاً عن توفر السيولة المالية لدى المواطنين».
وتزامن ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وتوفر السيولة لدى المصريين مع حلول آجال الشهادات الادخارية ذات فائدة الـ25 في المئة.
وتراجع إقبال المصريين نسبياً على شهادات البنوك بعد أن فاقت نسبة التضخم قيمة عائد الأوعية الادخارية، ما أدى لتآكل قيمة مدخراتهم مع الوقت، لذلك لجؤوا بشكل أكبر إلى التحوط بالمعدن الأصفر للحفاظ على قيمة أموالهم في مواجهة التضخم الذي شهد معدلات قياسية في منتصف العام الماضي.
ويرى ميلاد أن نسبة الـ«5 في المئة» في سعر الذهب صعوداً أو هبوطاً لا تعتبر فارقاً يذكر، مشيراً إلى أن الأسعار تقترب من الاستقرار.
أما إمبابي، فأبدى مخاوفه من «تأخر وصول أموال صفقة رأس الحكمة، والذي قد يتسبب في انتكاسة كبيرة لتعود أسعار الذهب للقفز مجدداً».
تراجع السوق الموازية
وكانت السوق الموازية للدولار في مصر قد شهدت هبوطاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة تزامناً مع الإعلان عن صفقة رأس الحكمة ليصل إلى ما دون 50 جنيهاً للمرة الأولى منذ بداية العام، قبل أن يعاود الارتفاع إلى نحو 53 جنيهاً حتى ظهر الثلاثاء، بحسب بعض المتعاملين وتطبيقات سعر الصرف.
ولم يؤثر هبوط الذهب والدولار على أسعار السلع في مصر باستثناء سوق السيارات التي شهدت قدراً من تراجع الأسعار منذ مطلع الأسبوع الحالي.