كشف صندوق النقد الدولي أن أول شهرين من عام 2024 قد شهدا انخفاض التجارة المارة في قناة السويس المصرية بنسبة 50 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي؛ ما أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد وتراجع مؤشرات الاقتصاد الكلي الرئيسية عالمياً.

وقال صندوق النقد، إن الهجمات على السفن في منطقة البحر الأحمر أدَّت إلى انخفاض حركة المرور عبر قناة السويس -أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا- التي يمر عبرها نحو 15 في المئة من حجم التجارة البحرية العالمية.

وأضاف الصندوق بدلاً من ذلك حوَّلت العديد من شركات الشحن سفنها تجاه طريق رأس الرجاء الصالح؛ ما أدى إلى زيادة أوقات التسليم بمقدار 10 أيام أو أكثر في المتوسط؛ ما أضر الشركات ذات المخزون المحدود.

تراجع التجارة المارة في قناة السويس

صندوق النقد أوضح أن تقديراته الخاصة بالعبور تشير إلى أن حجم التجارة التي مرت عبر قناة السويس انخفض بنسبة 50 في المئة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من العام، كما ارتفع حجم التجارة العابرة حول رأس الرجاء الصالح بنسبة 74 في المئة مقارنةً بالعام الماضي.

يرى صندوق النقد أن آثار اضطرابات الشحن ستظهر في الإحصاءات الرسمية المتعلقة بالواردات والصادرات المسجلة بناءً على السجلات الجمركية التي ستتأثر بتغيير مسار السفن، وهذا سيجعل من الصعب قياس الزخم الأساسي للتجارة العالمية والنشاط الاقتصادي في الأشهر المقبلة.

.

اضطرابات التجارة العالمية

على سبيل المثال قد تظهر تقارير تجارة البضائع لشهر يناير كانون الثاني في العديد من البلدان بإفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا تباطؤ نمو الواردات؛ لأن بعض الواردات التي كان من المفترض أن تسجل في يناير كانون الثاني لم تسلم إلا في فبراير شباط.

للسبب نفسه فإن العديد من البلدان منخفضة الدخل التي تحصل على حصة كبيرة من إيراداتها المالية من رسوم الاستيراد وضرائب التصدير قد تعلن عن إيرادات مالية أقل من المتوقع لشهر يناير كانون الثاني.

وحذَّر صندوق النقد من أنه حال استمرار هذه الاضطرابات فإن آثارها السلبية يمكن أن تعرقل مؤقتاً سلاسل التوريد في البلدان المتضررة وتتسبب في ضغوط تصاعدية على التضخم، ويرجع ذلك جزئياً إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

قناة بنما في مرمى الخطر

على الجانب الآخر من العالم أجبر الجفاف الشديد في قناة بنما السلطات على فرض قيود أدَّت إلى انخفاض كبير في عمليات عبور السفن اليومية منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى تباطؤ التجارة البحرية عبر محطة رئيسية أخرى تشهد مرور نحو 5 في المئة من التجارة البحرية العالمية.

وقال صندوق النقد إن أول شهرين من عام 2024 قد شهدا انخفاض حجم تجارة قناة بنما العابرة بنسبة 32 بالمئة مقارنةً بالعام الماضي، مضيفاً أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تعطل التجارة العالمية بسبب الاضطرابات في هذين الطريقين الملاحيين المهمين.