مثَّلت قرارات البنوك المركزية الأسبوع الماضي بشرى سارة بالنسبة للمستثمرين، إذ ارتفعت الأسواق بعد اختتام اجتماع سياسة الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر داو جونز الصناعي بارتفاعين قياسيين متتاليين، وسجّل مؤشر ناسداك المركب ذو التكنولوجيا العالية ثلاثة ارتفاعات متتالية قبل أن يهبط في عطلة نهاية الأسبوع.
تجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 5200 نقطة، وكان مؤشر داو جونز قد حقق أفضل أسبوع له خلال العام، وبالتالي حصل الكثير من الناس على الكثير من المال.
تحدثت صحيفة (ذا بيل) مع كبير الاقتصاديين الأميركيين في بنك غولدمان ساكس، ديفيد ميريكل، لمناقشة ما يحتفي به المستثمرون بالضبط، وما إذا كان من الممكن أن يستمر هذا الوضع ولماذا يعتقد أن فرصة حدوث ركود منخفضة.
وقال ميريكل، «أعتقد أننا تعلمنا شيئاً هذا الأسبوع، وهو أن الأمر لا يتطلب انخفاضاً مذهلاً في معدلات التضخم القليلة المقبلة حتى يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من متابعة خفض أسعار الفائدة في يونيو حزيران، لقد تمسكوا بهذا المتوسط المكون من ثلاثة أجزاء في المخطط النقطي على الرغم من رفع توقعاتهم للتضخم بمقدار عُشري نقطة مئوية لهذا العام، لذا فإن افتراضنا الأساسي أنه في المستقبل، سنرى التضخم يتراجع إلى ما يشبه الوتيرة التي كنا نسير بها في النصف الأخير من العام الماضي».
وأضاف، «يظل أمامنا ثلاث جولات من تقارير التضخم قبل شهر يونيو حزيران؛ لكن الاجتماع كان له بعض التأثير على أسعار السوق، إذ يعتقد نحو 70 في المئة من المستثمرين الآن أن الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في يونيو حزيران».
وحول توقعات بنك غولدمان ساكس حالياً باحتمالية حدوث ركود بنسبة 15 في المئة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، بانخفاض عن 35 في المئة في العام الماضي، قال ميريكل «إن السبب وراء تغيير التوقعات هو شعورنا أن الجزء الأصعب من معركة التضخم قد انتهى، بعدما عادت توقعات التضخم إلى وضعها الطبيعي، وأعاد سوق العمل توازنه إلى حد كبير إلى ما كان عليه قبل الجائحة دون ارتفاع معدل البطالة، لذلك فإن رؤية هذا التقدم يحدث جعلنا أكثر ثقة في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يضطر إلى التسبب في الركود من أجل خفض التضخم».
وأضاف «لقد تعلمنا ما يكفي عن الضغوط المصرفية الإقليمية في الربيع الماضي بحيث لا نقلق بعد الآن، وبمجرد انتهاء هذين الخطرين، فهذا لا يعني أنه لم يكن هناك احتمال للركود، هناك دائماً بعض الأمور غير المتوقعة مثلما حدث في أواخر عام 2019، عندما فاجأتنا الجائحة».
لقد حدثت الكثير من التطورات الاقتصادية غير المسبوقة خلال السنوات القليلة الماضية، فقد أوضح ميريكل «نحن نعود إلى ديناميكية ما قبل الجائحة، إذ كان لدينا سوق عمل قوي للغاية وفقاً للمعايير التاريخية ولكن لم تكن لدينا مشكلة تضخم».
سيناريوهات ارتفاع الأسهم
كان المحللون بقيادة كبير استراتيجيي الأسهم الأميركية بالبنك ديفيد كوستين، قدموا سيناريو يمكن أن تستمر فيه أسهم التكنولوجيا الضخمة في النمو وتدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للارتفاع بنسبة 15 في المئة إضافية إلى مستوى 6 آلاف نقطة بحلول نهاية العام.
وقالوا إن الارتفاع الحالي في أسهم النمو يختلف عمَّا حدث عندما انهارت الأسواق في عام 2021، وأضافوا «هذه المرة يُولي المستثمرون مقدار الأرباح التي تحققها الشركات فعلياً اهتماماً أكبر».
على الرغم من تفاؤل غولدمان ساكس، فإنه قدَّم أيضاً سيناريو أكثر اعتدالاً يشهد خلاله مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً بنحو 11 في المئة، ليصل إلى 5800 بحلول نهاية العام، في هذه الحالة سيتعيّن على الأسواق فقط اللحاق بمستويات تقييم ما قبل الجائحة.
وأوضح المحللون أن أياً من هذه التحولات إلى الأعلى تعتمد على الخطوة التالية في سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
(نيكول غودكايند – CNN)