يعد ملف النفط أهم الملفات الاقتصادية على مستوى العالم، بل سيكون عنصراً حاسماً في اختيار الناخبين رئيس الولايات المتحدة الأميركية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني المقبل، حيث يرى المحللون أن الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب سيستغلان ملف النفط في الانتخابات لكسب ثقة الناخبين.

ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية الـ60 في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني 2024.

يتوقع المحللون أن يؤدي فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب إلى زيادة المعروض العالمي من النفط من خلال تشجيع عمليات البحث والتنقيب والإنتاج عن النفط، على الرغم من وصول الإنتاج الأميركي من النفط تحت رئاسة «بايدن» إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ما ساعد في السيطرة على الأسعار، والذي يميل إلى دعم قضايا المناخ على حساب صناعة الوقود الأحفوري.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في بيان، خلال الشهر الحالي، إن إنتاج الخام الأميركي يتصدر العالم للعام السادس على التوالي بمتوسط ​قياسي يبلغ 12.9 مليون برميل يومياً.

وأضافت أن إنتاج النفط الخام الأميركي سجل في ديسمبر كانون الأول مستوى قياسياً شهرياً جديداً بلغ أكثر من 13.3 مليون برميل يومياً.

ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، فقد ارتفع إنتاج الخام الأميركي خلال عام 2023 بنحو 8.58 في المئة، ليصل إلى 4.720 مليار برميل، مقابل 4.347 مليار برميل خلال عام 2022.

النفط في قلب الانتخابات الأميركية

ويقول راجات كابور، مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إنه يُنظر إلى الجمهوريين عموماً على أنهم أكثر دعماً للشركات والصناعات مقارنة بالديمقراطيين، حيث يظهر تحيز الحزب الجمهوري إلى خفض الضرائب، والحد من التنظيم، ودعم مبادئ السوق الحرة، ويتجلى هذا بشكل أكثر وضوحاً في مجال الطاقة والنفط والغاز، «وهو التمييز الذي يصبح واضحاً بشكل خاص عند النظر إلى المرشحَين الرئاسيين الحاليين، دونالد ترامب وجو بايدن».

ويضيف كابور أن ترامب خلال فترة رئاسته اتبع أجندة مؤيدة للنفط، ودعا إلى زيادة الإنتاج المحلي وتحرير الصناعة وتراجع عن اللوائح البيئية، وفتح الأراضي والمياه الفيدرالية للتنقيب عن النفط والغاز، «في حين يُنظر إلى الرئيس الحالي على أنه ليس من محبي صناعة النفط، فقد أدخلت إدارته لوائح بشأن انبعاثات الغازات الدفيئة وتوقفت مؤقتاً عن تصاريح تصدير الغاز الجديدة».

وبحسب مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، فإن حملة الجمهوريين ركزت بشكل مناسب، على النهج المؤيد للنفط، حيث تعهد ترامب في كثير من خطاباته بـ«الحفر بشكل سريع للبحث وإنتاج المزيد من النفط»، وأردف قائلاً «ترامب قال أيضاً خلال حملته الانتخابية إنه يريد أن يصبح ديكتاتوراً ليوم واحد لمعالجة قضيتي الحفر وإغلاق الحدود، ما يشير إلى تركيزه على صناعة النفط وانحيازه لها بشكل واضح وصريح».

ويقول كابور إن صناعة النفط ستجد تأييداً لدى المرشح الجمهوري، إذا تم التصويت له للوصول إلى السلطة، ويمكن للإدارة الجديدة أن تتراجع عن بعض التشريعات التي طبقتها إدارة بايدن والتي أعاقت نمو شركات النفط.

صناعة النفط في وجه القضايا البيئية

وبحسب كابور، فإن صناعة النفط والغاز والناخبين الذي يدعمونها يضعون ثقلهم خلف الحزب الجمهوري، إذ يظل النفط والغاز، إلى جانب الطاقة، قضية مهمة بالنسبة للناخبين الأميركيين، وهو ما أظهره استطلاع للرأي أجراه مركز «يوغوف» لاستطلاعات الرأي في شهر فبراير شباط الماضي، إذ يعتقد 47 في المئة من الناخبين أن ترامب سيدير الاقتصاد والصناعة بشكل أفضل من بايدن، مقابل 34 في المئة لصالح بايدن، وعلى النقيض من ذلك، شعر 40 في المئة من الناخبين بأن بايدن سيعالج القضايا البيئية بشكل أكثر فاعلية من ترامب، الذي حصل على دعم بنسبة 31 في المئة في هذا المجال.

ويرى جورج ليون، النائب الأول نائب الرئيس الأول في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أن النفط هو دائماً عامل مهم في الانتخابات الأميركية بسبب أسعار الوقود.

وبحسب ليون، فإن من المتوقع أن تكون أسعار النفط في قلب الجدل السياسي في الانتخابات الأميركية المقبلة، إذ من المرجح أن يسلط الرئيس بايدن الضوء على حقيقة أن أسعار النفط لم ترتفع «على الرغم من حقيقة أن لدينا حالياً حرباً تشمل روسيا وحرباً أخرى في الشرق الأوسط».

ويقول النائب الأول نائب الرئيس الأول في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، إنه من المرجح أن يسلط ترامب الضوء على حقيقة أن إنتاج النفط الإيراني قد زاد بسرعة في العامين الماضيين بسبب سوء إنفاذ العقوبات بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يؤكد ترامب أن رفع العقوبات الأميركية عن فنزويلا في أكتوبر 2023 لم يحقق النتيجة المتوقعة، وهي إجراء انتخابات حرة ونزيهة في فنزويلا، خاصة بعد منع مرشح المعارضة الرئيسي من الترشح.