أعلنت لجنة تابعة لمنظمة التجارة العالمية رفض الرسوم الجمركية التي فرضتها أستراليا على منتجات الصلب الصينية، بينما تستمر حرب التعريفات الجمركية بين دول العالم و الصين في محاولة لمكافحة انتشار السلع الصينية.
وقالت منظمة التجارة العالمية إن لجنة مكافحة الإغراق الأسترالية تصرفت بشكل غير متسق مع بعض بنود قوانينها، وأوضح وزير التجارة الأسترالي دون فاريل في بيان أن المنظمة وجدت بعض المشكلات الفنية المتعلقة بكيفية حساب الرسوم.
ووصفت الصين حكم منظمة التجارة العالمية بأنه عادل ولا لبس فيه، كما حثت أستراليا على تصحيح ما أسمته «الانتهاكات» عن طريق إزالة الرسوم الجمركية المتنازع عليها.
أطلقت الصين الشكوى في يونيو حزيران 2021 خلال فترة من التوترات السياسية والتجارية الثنائية الشديدة بشأن إجراءات مكافحة الإغراق، إذ فرضت كانبيرا رسوماً جمركية بلغ مجموعها 10.9 في المئة على أبراج الرياح الصينية، و17.4 في المئة على عجلات السكك الحديدية، وما يصل إلى 60.2 في المئة على أحواض الفولاذ المقاوم للصدأ.
وتعيد أستراليا بناء العلاقات مع أكبر شريك تجاري لها، بعد فترة من العلاقات المتوترة التي بلغت ذروتها في عام 2020 بعد أن دعت كانبيرا إلى إجراء تحقيق مستقل في كيفية انتشار فيروس كورونا.
تحسنت العلاقات الاقتصادية بين أستراليا وأكبر شريك تجاري لها الصين بشكل ملحوظ منذ مايو أيار 2022، ورفعت بكين العقوبات التجارية التي فرضتها على الصادرات الأسترالية في ذروة التوترات في عام 2020، بما في ذلك القيود المفروضة على الشعير والأخشاب والفحم.
أكبر العقوبات المتبقية هي تلك المفروضة على النبيذ الأسترالي، بما في ذلك التعريفات الجمركية التي تصل إلى 218 في المئة، وتأمل الحكومة الأسترالية أن تنتهي الرسوم الجمركية على النبيذ بحلول نهاية مارس آذار.
مكافحة الإغراق التجاري من الصين
تأتي الولايات المتحدة على رأس الدول التي تفرض تعريفات جمركية ضد الصين بهدف مكافحة الإغراق التجاري مع انتشار المنتجات الصينية الواسع داخل البلاد، وبدأت إدارة دونالد ترامب الرئيس السابق لأول مرة في فرض رسوم للحد من الواردات الصينية في عام 2018.
وتوسعت الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية بدءاً من المأكولات البحرية إلى المواد الكيميائية في وقت لاحق من ذلك العام، فيما ردت بكين بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية بما في ذلك فول الصويا والقمح والدواجن.
كما قال ترامب إنه سيفرض المزيد من الرسوم الجمركية بنسبة 60 في المئة أو أكثر على البضائع الصينية إذا فاز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني، فضلاً عن تعريفة شاملة بنسبة 10 في المئة على جميع الواردات الأميركية.
واجهت الصين أيضاً رسوم مكافحة الإغراق من الهند على ثلاثة منتجات صينية؛ اللوادر ذات العجلات، والبلاط الجبس، وآلات الليزر الصناعية لمدة خمس سنوات لحماية المصنعين المحليين من الواردات الرخيصة من الدولة المجاورة.
كما يفرض الاتحاد الأوروبي رسوم مكافحة إغراق على صادارات الصين من الصلب والزجاج والبلاستيك، وتدرس أوروبا فرض رسوم جديدة على صادرات الصين من السيارات الكهربائية، إذ حذرت المفوضية الأوروبية من انتشار السيارات الصينية في المنطقة.
وتلجأ الدول إلى الرسوم الجمركية في محاولة لمكافحة انتشار السلع الصينية على حساب السلع المحلية، بينما تنتقد الصين الرسوم الجمركية المفروضة ضدها، وتزعم أنها تسهم في رفع أسعار السلع، وتقييد المنافسة.