عندما تطلب سيارة أوبر في منتصف الأسبوع بحلول العصر في ذروة الزحام، فإنها ستكون أكثر تكلفة من تلك السيارة التي يمكنك أن تطلبها في وقتٍ آخر، الأمر ذاته ينطبق على شراء تذاكر الطيران في اليوم السابق للسفر مباشرة، فإنها تكون أكثر تكلفة من شرائها قبل ستة أشهر مثلاً، هذه هي أساليب التسعير المفاجئ المتأصلة في تجربة المستهلك.
وفي عصر الذكاء الاصطناعي، أصبح التسعير المفاجئ أو الديناميكي بالنسبة للعاملين في الأعمال التجارية، أداة أكثر شيوعاً لمساعدة الشركات على تعزيز هوامشها، ومنح خصم للعملاء عندما يكون الطلب منخفضاً.
لا يرى العملاء دائماً الأمر بهذه الطريقة، بطبيعة الحال، ما يترك تأثيراً سلبياً في مجال العلاقات العامة للشركات.
انتهى الشهر الماضي لشركة ويندي بالتراجع عن التعليقات حول خطط التسعير الديناميكية بعد أن شعر المستهلكون بالغضب من فكرة الاندفاع في العشاء، ما يزيد من تكلفة البرغر.
وقال متحدث باسم الشركة في ذلك الوقت، إن الشركة لن تطبق التسعير الزائد، فالخطة لم تكن أبداً تعني رفع الأسعار.
وفي الوقت نفسه، تستخدم أمازون البيانات في الوقت الفعلي لضبط الأسعار كل بضع دقائق، ولا يبدو أن أحداً منزعج من ذلك.
لماذا يكره العملاء التسعير المفاجئ؟
الأمر بسيط، لأن الجميع مر بفترة من التعب بعد المغالاة في الأسعار. وعلى الرغم من تباطؤ التضخم، فإن الأسعار تظل مرتفعة، ويرجع ذلك جزئياً على الأقل إلى أن الشركات تبقي الأسعار مرتفعة، فضلاً عن انتشار ثقافة البقشيش أو الإكرامية التي يجب أن يعطيها العميل في كل مكان.
هل التسعير الديناميكي غير عادل بطبيعته؟
ربما لا، على الأقل وفقاً لماركو بيرتيني، أستاذ التسويق في كلية إيساد للأعمال في برشلونة، إذ قال إن الفكرة في حد ذاتها ليست سيئة، لكنها تصبح ظالمة عندما تكون بغرض التربح.
وفي الوقت ذاته، يبدو أنه من المعقول أن نشكك في آليات التسعير المفاجئ أو الديناميكي، خاصة إذا كانت الشركة التي فرضتها مشهورة بالتعتيم أو إدخال بعض التحديثات غير المنطقية، أو حتى شركات التكنولوجيا التي تُدخل الذكاء الاصطناعي في كل جوانب الحياة.
لذلك، أوضح بيرتيني أنه يجب على الشركات توضيح أسباب التسعير المفاجئ أو الديناميكي، فالأمر يتطلب الشفافية مع العملاء.
على سبيل المثال، تعمل شركات الطيران التجاري على تغيير الأسعار، وإن لم تنتهج آلية التسعير الديناميكي فقد تختفي هذه الشركات، وذلك لأنها صناعة شديدة القسوة، كما تتسم بهوامش ربح بسيطة جداً.
(أليسون مورو – CNN)