تجاوزت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، يوم الجمعة، ثروة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، ليصبح ثالث أغنى رجل في العالم، مع توقعات بزيادة أرباح عملاق التواصل الاجتماعي خلال العام الحالي؛ ما يزيد من فرص اقتناص زوكربيرغ لقب أغنى رجل في العالم من الملياردير الفرنسي برنارد أرنو.

تقدم زوكربيرغ في قائمة الأغنى في العالم

وهذه هي المرة الأولى التي يقتحم فيها زوكربيرغ المراكز الثلاثة الأولى في تصنيف بلومبيرغ لأغنى رجل في العالم منذ 16 نوفمبر تشرين الثاني من عام 2020 عندما كانت ثروته 105.6 مليار دولار، وتبلغ ثروة مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك الآن نحو 186.9 مليار دولار.

زوكربيرغ نجح في إضافة 58.9 مليار دولار إلى ثروته منذ بداية العام الحالي مع صعود سهم شركة ميتا إلى مستوى قياسي جديد، وارتفع السهم بنحو 49 في المئة بفضل الأرباح الفصلية القوية ورهان الشركة الكبير على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة لنجاح أحدث منصاتها ثريدز.

لماذا يتراجع إيلون ماسك؟

فيما تراجع إيلون ماسك -الذي احتل المرتبة الأولى على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات في أوائل مارس آذار- إلى المركز الرابع بعد أن ذكرت وكالة رويترز أن شركة تسلا ألغت خططاً لإنتاج سيارة كهربائية منخفضة التكلفة، ما أدى إلى انخفاض سهم الشركة رغم نفي ماسك.

وانخفض سهم شركة تسلا بنحو 34 في المئة منذ بداية العالم الحالي، ما يجعله ضمن الأسوأ أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لقد تضررت الشركة بسبب التباطؤ العالمي في الطلب على السيارات الكهربائية والمنافسة المتزايدة في الصين ومشكلات الإنتاج في ألمانيا

سبب آخر لتراجع ماسك كان انخفاض تسليمات سيارات تسلا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، وهو أول انخفاض لها على أساس سنوي منذ جائحة كورونا، وتقلصت ثروة ماسك بمقدار 48.4 مليار دولار هذا العام لتبلغ الآن 180.6 مليار دولار.

المنافسة بين زوكربيرغ وماسك

كان المسؤولان التنفيذيان في مجال التكنولوجيا على خلاف منذ عام 2016 عندما دمر انفجار صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبايس إكس قمراً صناعياً لفيسبوك، واحتدم التنافس العام بينهما بعد أن تحدى ماسك زوكربيرغ في قتال داخل القفص العام الماضي.

واشتد التنافس بين ماسك وزوكربيرغ بعدما أطلق الأخير منصة ثريدز للتواصل الاجتماعي شديدة الشبه بمنصة إكس التي يمتلكها ماسك، وتبادل الاثنان انتقادات لاذعة بشأن المنصة والحقوق الفكرية.

زوكربيرغ يهدد عرش أرنو

ويحتل الملياردير الفرنسي برنارد أرنو رئيس شركة (آل في أم أتش) العملاقة الفاخرة، المرتبة الأولى في قائمة بلومبيرغ للمليارديرات، وهو أغنى رجل في العالم بثروة تبلغ 223.4 مليار دولار، فيما يأتي مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس في المرتبة الثانية بثروة تبلغ 207.3 مليار دولار.

أعلن زوكربيرغ العام الماضي أن شركة ميتا تخطط لبناء تقنية ذكاء اصطناعي عام خاصة بها تضاهي الذكاء البشري أو تتفوق عليه في جميع المجالات تقريباً، مضيفاً أن الشركة تخطط بعد ذلك لفتحها للمطورين.

وقال زوكربيرغ إن ميتا تسير على الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق مع شركة إنفيديا للحصول على الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي، كما جمعت الشركة مجموعتيها البحثيتين الرئيسيتين في مجال الذكاء الاصطناعي معاً لتسريع وتيرة العمل.

رهان ميتا على الذكاء الاصطناعي لقي ترحيباً كبيراً من المستثمرين، وتحقيق نجاحات في هذا القطاع الحيوي قد يدفع سهم الشركة لتحقيق المزيد من الأرباح؛ ما سيصب في ثروة زوكربيرغ ويقربه أكثر من لقب أغنى رجل في العالم.

استغلال نجاح ثريدز

أعلنت ميتا في عام 2023 عن خطط لجعل منصة ثريدز للتواصل الاجتماعي متوافقة مع الشبكات الاجتماعية المفتوحة القابلة للتشغيل المتبادل مثل ماستودون والخدمات الأخرى التي تستخدم بروتوكول (أكتيفتي بوب).

وقال زوكربيرغ وقتها «إن تفعيل هذه الميزة سيمنح الأشخاص على ثريدز المزيد من الخيارات حول كيفية تفاعلهم، وسيساعد المحتوى في الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص».

وكانت ثريدز قد أحدثت ثورة حين إطلاقها، ووصلت إلى 100 مليون مستخدم في خمسة أيام فقط، كما أصبحت المنصة متاحة للمستخدمين في أوروبا منذ ديسمبر كانون الأول 2023؛ ما أسهم في زيادة عدد المستخدمين.