خالف الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن استحواذ شركة نيبون اليابانية للصلب على شركة يو إس ستيل الأميركية، ليُفتح بذلك فصل جديد في القضية المثيرة للجدل قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وقالت هيئة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن المفوضية الأوروبية خلصت إلى أن الصفقة لن تثير المخاوف بشأن المنافسة.
صفقة مثيرة للجدل
منذ الإعلان عن الصفقة في ديسمبر كانون الأول الماضي، أصبحت الصفقة مثاراً للشد والجذب، وذلك بسبب توقيتها قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المنتظرة.
وفور الإعلان عنها، بادر بايدن بإبداء معارضته الاستحواذ على الشركة الأميركية، مؤكداً أنها يجب أن تظل شركة مملوكة ومدارة محلياً.
وردَّت المجموعة اليابانية بالقول إن صفقتها ستزيد القدرة التنافسية في الصناعات التي تحتاج إلى الصلب الأميركي، ومن شأنها أن تعزز سلاسل التوريد الأميركية والدفاعات الاقتصادية ضد الصين.
وخضع هذا الاستحواذ البالغة قيمته 15 مليار دولار تقريباً إلى التدقيق الشديد، ما أثار مخاوف بشأن ما يمكن أن تعنيه الصفقة بالنسبة للعمال النقابيين وسلاسل التوريد والأمن القومي الأميركي، ولفت الانتباه إلى لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي اللجنة السرية المشتركة التي يمكن أن تكون الحكم النهائي في عملية الاندماج، وفقاً لصحيفة ذا نيويورك تايمز.
ويقع مقر الشركة في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، معقل صناعة الصلب الأميركي، والتي كانت معركة الحسم في انتخابات عام 2020 التي انتهت بفوز بايدن على غريمه دونالد ترامب.
أما ترامب، فقد قال إن اليابان تريد الاستحواذ على صناعة الصلب الأميركية، وذلك بالتزامن مع تباهيه بإنقاذه صناعة الصلب في أميركا، وفقاً لما جاء في مقابلته مؤخراً مع صحيفة تايم.
وأضاف ترامب حينذاك، أنه أنقذ صناعة الصلب من سيطرة بكين، على الرغم من أن وكالة موديز قالت عن هذه الحرب التجارية إنها كلّفت الاقتصاد الأميركي 316 مليار دولار، و300 ألف وظيفة.
لماذا يرفض بايدن؟
واليابان من أوثق حلفاء الولايات المتحدة، وعلى الرغم من إمكانية إلحاق الضرر بالعلاقة بين واشنطن وطوكيو بسبب معارضة بايدن الصفقة وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأميركية الصينية اضطراباً ملحوظاً وحرباً تكنولوجية شرسة فإن بايدن يتمسك بمعارضته هذا الاستحواذ، الأمر الذي يجعل الشكوك تحوم حول تمسكه بهذا القرار.
فمن ناحية، يتعلق الأمر باتصالات بين شركة نيبون ستيل وبكين أثارت مخاوف داخل إدارة بايدن، علماً بأن أكثر من نصف الفولاذ المنتج عالمياً يأتي من الصين، وفقاً للاتحاد العالمي للصلب.
ومن ناحية أخرى، يعتمد بايدن على النقابات والعمال في برنامجه الانتخابي، فقد قال إن من المهم المحافظة على شركات الصلب الأميركية القوية التي يدعمها عمال الصلب الأميركيون.
كما أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس تحدث مع ديفيد ماكول، الرئيس الدولي لاتحاد عمال الصلب المتحد، للتأكيد على دعمه عمال الصلب.
كما سبق أن وصف بايدن نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييداً للنقابات في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكداً أنه يعتمد على دعم العمال في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني.
من هنا، يتضح السبب الأساسي لمعارضة بايدن هذا الاستحواذ في ظل المخاوف من تنامي السيطرة على السوق الأميركية، أو بسبب تعرضه لضغوط في حملة إعادة انتخابه للاحتفاظ بأصوات العمال، خاصة مع المواجهة التي وصفتها صحيفة فايننشال تايمز بالعدوانية مع منافسه الجمهوري ترامب.
بدوره، يحاول ترامب الذي لم يتمتع بعلاقة حسنة مع العمال الحصول على دعمهم، خاصة أنه سبق أن شن هجوماً شرساً على بايدن عندما ذهب إلى ولاية ميشيغان، لتفقد إضراب عمال صناعة السيارات.
وكان وزير النقل الأميركي، بيت بوتيجيج، قال لشبكة CNN سابقاً، إن إدارة بايدن تفتخر بمساندتها النقابات والعمال، على عكس سياسة ترامب المناهضة للنقابات.