تجاوز مؤشر داو جونز الصناعي عتبة 40 ألف نقطة، يوم الخميس، للمرة الأولى على الإطلاق، مدعوماً ببيانات التضخم المشجعة التي عززت التفاؤل بشأن خفض الفائدة الأميركية.
ومع ذلك، أغلقت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة للأسهم الأميركية على انخفاض، إذ هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.10 في المئة، أو ما يعادل 38 نقطة عند 39869 نقطة، كما تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنحو 11 نقطة إلى 5297 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك 44 نقطة إلى 16698 نقطة.
ارتفعت الأسواق إلى مستويات قياسية جديدة، يوم الأربعاء، بعد أن أظهر مؤشر أسعار المستهلك الأخير تباطؤاً للمرة الأولى منذ شهور، ما أثار الآمال في أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت في سبتمبر أيلول.
كما جاءت مبيعات التجزئة لشهر أبريل نيسان 2024 أضعف بكثير من المتوقع، ما يشير إلى أن المستهلكين يتراجعون عن الإنفاق الذي يعتبر محركاً رئيسياً لاقتصاد الولايات المتحدة.
ماذا يعني ذلك؟
قال غاري بزيجيو، رئيس قسم الدخل الثابت في بنك سي آي بي سي برايفت ويلث بالولايات المتحدة، «هذا هو أول تقرير جيد لمؤشر أسعار المستهلكين منذ أربعة أشهر، وقد أعجبت السوق به، وبأخذ مبيعات التجزئة في الاعتبار، فإن هذا يدعم خفض سعر الفائدة الفيدرالي في الخريف».
واحتفل الرئيس جو بايدن بهذه الخطوة، يوم الخميس، وكتب على موقع إكس (تويتر سابقاً) «هذه أخبار رائعة لحسابات التقاعد الأميركية، وعلامة أخرى على الثقة في الاقتصاد».
وقال آرت هوجان، كبير استراتيجيي السوق في شركة بي رايلي فاينانشال، في مذكرة حديثة لشبكة CNN «يُظهر تجاوز مؤشر داو جونز للمستوى 40 ألف نقطة مدى مرونة الاقتصاد الأميركي في وقت تزايدت فيه مخاوف الركود».
وبالنسبة للعديد من الأميركيين، يعني مؤشر داو جونز ببساطة سوق الأوراق المالية، إذ إنه يضم بعضاً من أكبر الشركات في الولايات المتحدة، بما في ذلك مايكروسوفت وماكدونالدز وشيفرون.
مخاوف تلوح في الأفق
يمثل الرقم القياسي الجديد لمؤشر داو جونز، المكون من 30 سهماً من الأسهم القيادية، تحولاً رمزياً للمستثمرين المتفائلين بالاقتصاد الأميركي، رغم ارتفاع معدلات الفائدة و التضخم، والصراعات الجيوسياسية وسنوات من التحذيرات من الركود.
كما أنه يسلط الضوء على التناقض الملحوظ بين المعنويات في وول ستريت، ونظيرتها في بقية أرجاء الولايات المتحدة، إذ انخفضت معنويات المستهلكين إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر مع تسارع زيادات الأسعار، وفقاً لمسح أجرته جامعة ميشيغان للمستهلكين صدر في وقت سابق من مايو أيار الجاري.
وأثارت أزمة التضخم الأخيرة قلق الأميركيين بشأن الاقتصاد، بينما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها شبكة CNN، إلى أن العديد من الناس يعتقدون أن الاقتصاد الأميركي يسير في الاتجاه الخاطئ، بل إن البعض يعتقد أن الولايات المتحدة تمر حالياً بحالة ركود، رغم عدم وجود دليل على ذلك.
ولكن يبدو أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الصادر، يوم الأربعاء، قد غير هذا التصور، وقال تايلر شيبر، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد «كان هذا تقريراً جيداً، إذ جعل الأمر يبدو كما لو كانت تلك مجرد مطبات في الطريق وليست بيئة تضخم راكدة حقاً».
(نيكول غود كايند، CNN)