عبّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عن قلقها من قطع إسرائيل علاقات بنوكها مع المقرضين الفلسطينيين مع استمرار تهديدات إسرائيل بإلغاء الإعفاء الحيوي والتي ستحجب مصادر إيرادات بقيمة 8 مليارات دولار من إسرائيل.
وأشارت يلين إلى أن ذلك سيؤثّر بشكل سلبي على اقتصاد الضفة الغربية، فيما يساور القلق مسؤولين أميركيين إزاء امتناع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش عن تجديد الإعفاء السنوي عندما تنتهي مدته في مطلع يوليو تموز المقبل، وتأتي هذه التحذيرات قبل أيام قليلة من انطلاق اجتماعات مجموعة السبع الكبرى في إيطاليا مع دخول حرب غزة شهرها الثامن.
وكانت يلين قد حثت الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ إجراءات تفيد الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وتشمل المرافق الحيوية الكهرباء والمياه والغذاء، كما تتيح الروابط المصرفية بيع صادرات بقيمة ملياري دولار من قبل الشركات في الضفة الغربية للعملاء، مع العلم أن الشيكل الإسرائيلي هو العملة الرسمية المستخدمة في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الدينار الأردني والدولار الأميركي وذلك مع غياب عملة خاصة بها.
ويعتمد المصرف المركزي التابع للسلطة الفلسطينية ومقرضيه على بنك إسرائيل للوصول إلى الاحتياطيات والخدمات المالية، وتبرز تخوفات يلين من قطع العلاقات بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية وفقدان الاستقرار الاقتصادي في الضفة الغربية حسب قولها والذي سيؤدي إلى عدم تمكن الشركات الإسرائيلية التي لها علاقات تجارية مع السلطة الفلسطينية من إيداع الشيكات الفلسطينية أو تلقي المدفوعات من البنوك الفلسطينية.
اقتصاد الضفة الغربية في مرمى الخطر
وقال الاستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية فواز جرجس في حديث لـCNN الاقتصادية إن هذه الخطوة ستشكّل خطراً على الشريان الحيوي للاقتصاد الفلسطيني بينما اعتبر المصارف الإسرائيلية والفلسطينية يربطها حبل وريد.
وأضاف جرجس أن العلاقة بين المصارف الإسرائيلية والفلسطينية ستكون في مقدمة المواضيع التي ستناقش في اجتماع مجموعة السبعة في إيطاليا الأسبوع المقبل، والسؤال الأبرز الذي ينتظره الجميع: هل ستضغط واشنطن على إسرائيل وتحث حكومة نتنياهو عن الامتناع عن اتخاذ هذه الخطوة «الانتحارية» التي ستدمر القدرة السياسية والاقتصادية للسلطة الفلسطينية والتي ستخلق كارثة إنسانية أسوأ بكثير من تلك التي يعيشها الفلسطينيون اليوم.
وبحسب صحيفة «فايننشال تايمز» قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الخطوة خاطئة لأن حجب الأموال يزعزع استقرار الضفة الغربية وستحجب الأموال التي توفر السلع والخدمات الأساسية في الضفة، وأضافت فايننشال تايمز أن المملكة المتحدة تشارك مخاوف واشنطن وفقاً لمسؤولين بريطانيين.