قفزت الأسهم الأميركية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق هذا العام، إذ تجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الرقم القياسي الخاص به بنحو 31 مرة منذ شهر يناير كانون الثاني الماضي، وهذا يعادل أعلى مستوى جديد على الإطلاق لكل أربعة أيام تداول تقريباً.
وتجاهل المستثمرون ارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم والظروف السياسية والعالمية وعدم اليقين الاقتصادي لمنح الأسواق أفضل بداية لعام انتخابي على الإطلاق.
تأثير أعوام الانتخابات الرئاسية على الأسهم
حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وحده عائداً متوسطاً بنسبة 7 في المئة خلال سنوات الانتخابات الرئاسية منذ عام 1952، وفقاً لشركة «إل بي إل فايننشال».
وبالنسبة لسنوات الانتخابات التي يترشح فيها الرئيس الموجود لإعادة انتخابه، فإن المتوسط يقفز إلى 12.2 في المئة.
وفي العام الجاري، تجاوز المؤشر بالفعل تلك المكاسب المتوسطة بكثير، إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 14.6 في المئة منذ بداية العام حتى الآن، وهي أفضل بداية لعام انتخابي على الإطلاق، وفقاً لغولدمان ساكس، وبزيادة 31 في المئة تقريباً على أدنى مستوى له في أكتوبر تشرين الثاني 2023 عند 4117 نقطة.
لماذا تختلف هذه الدورة الانتخابية عن سابقاتها؟
عادة ما تكون المكاسب أعلى عندما يترشح الرؤساء الحاليون لإعادة انتخابهم، على الأرجح لأن المستثمرين يتوقون إلى الاستقرار، وهذه الانتخابات هي الأولى منذ عام 1892 التي يحتل فيها مرشحو كلا الحزبين الرئيسيين البيت الأبيض، وفقاً لإد كليسولد، كبير الاستراتيجيين الأميركيين في مركز أبحاث «نيد ديفيس».
إن ترشح أحد شاغلي المنصب يقلل من عدم اليقين، وبترشح اثنين ممن كانوا يشغلون المنصب مؤخراً، فذلك يقلل من عدم اليقين جداً، وفقاً لكليسولد.
الأسهم لا تحقق مكاسب فحسب، بل نادراً ما تنخفض
لقد مر 333 يوماً منذ أن سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضاً بنسبة 2 في المئة أو أكثر، وهو أطول امتداد منذ فبراير شباط 2018، كما كتب سكوت روبنر من بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة حديثة للعملاء.
وكتب أن توقعاته للنصف الأخير من العام لا تزال إيجابية، فالنصف الأول الجيد يعني النصف الثاني «الجيد جداً».
وكتب مارك هاكيت، رئيس أبحاث الاستثمار في «نيشن وايد»، في مذكرة يوم الجمعة «يستمر ارتفاع السوق المذهل، ليس فقط لقوته ولكن أيضاً لاستقراره، لا يوجد سبب يمنع استمرار المسيرة الثابتة بإيجابية، خاصة مع اقترابنا من النتائج المباشرة لموسم الانتخابات».
كان ارتفاع الأسبوع الماضي واسع النطاق، ما خفف بعض مخاوف المستثمرين من أن المكاسب الأخيرة تركزت في عدد قليل من الأسماء الكبيرة مثل شركة «إنفيديا»، التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 155 في المئة حتى الآن هذا العام.
وارتفعت النسخة المعادلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.12 في المئة وارتفع مؤشر راسل 2000 الصغير بنسبة 0.79 في المئة، في حين استقر مؤشر ناسداك الغني بالتكنولوجيا خلال الأسبوع.
وتدفع المكاسب المستمرة بعض المحللين إلى رفع أهدافهم لنهاية العام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.
ورفع سكوت كرونرت، رئيس أبحاث استراتيجية الأسهم الأميركية في «سيتي غروب»، هدفه لنهاية العام إلى 5600 نقطة من 5100 نقطة الأسبوع الماضي.
كما قام المحللون في «غولدمان ساكس» و«باركليز» و«دويتشه بنك» و«يو بي إس» بمراجعة توقعاتهم بشأن ارتفاع المؤشر واسع النطاق.
تقلبات السوق في عام الانتخابات العالمية
تميل تقلبات السوق في العام الانتخابي إلى الارتفاع في شهر أكتوبر تشرين الثاني، وهناك عدة أشهر متبقية في هذه الدورة مع مفاجآت محتملة قادمة.
إذ تنطلق يوم الخميس المناظرة المتلفزة على شبكة «CNN» بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. وكتب جيم ريد من دويتشه بنك «هناك احتمالية أن تتصدر المناظرة العناوين الرئيسية وجذب شهرة أكبر للمرشحين أو تنقلب الموازين».
وهناك كذلك احتمال أن يشعر المستثمرون بالرضا ويبدؤوا في اعتبار السوق الصاعدة الحالية أمراً مفروغاً منه.
الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي لديها انتخابات مقبلة، إذ تستعد كل من فرنسا والمملكة المتحدة لانتخابات في الأسابيع المقبلة، وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال المعارض من يسار الوسط يتجه نحو تحقيق فوز مريح في المملكة المتحدة في الرابع من يوليو تموز، فإن الوضع في فرنسا أكثر غموضاً، واهتزت الأسواق.
إذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد خسارة حزب النهضة الوسطي الذي يتزعمه خسارة كبيرة أمام المعارضة اليمينية المتطرفة في الانتخابات الأوروبية.
ومن المقرر أن تجرى الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية في 30 يونيو حزيران، على أن تقام الجولة الثانية في 7 يوليو تموز.