يحذر 16 من الاقتصاديين الحائزين على جائزة نوبل من أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد يجعل أزمة التضخم في الولايات المتحدة أسوأ إذا استطاع الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024.
وكتب الاقتصاديون في رسالة يوم الثلاثاء، التي نشرها موقع أكسيوس لأول مرة «نحن -الموقعين أدناه- نشعر بقلق عميق بشأن مخاطر إدارة ترامب الثانية على الاقتصاد الأميركي»، مشيرين إلى عدة أسباب تدعو للقلق بشأن أجندة ترامب.
وعلى وجه الخصوص، يشير الاقتصاديون إلى «ميزانيات ترامب غير المسؤولة مالياً»، إذ وافق ترامب على 8.4 تريليون دولار من الاقتراض الجديد لمدة عشر سنوات خلال فترة ولايته، أي ما يقرب من ضعف ما حصل عليه الرئيس جو بايدن حتى الآن في منصبه، وفقاً لمجموعة المراقبة المالية، لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة.
ولا يريد ترامب فقط تمديد تخفيضاته الضريبية لعام 2017، وهي خطوة يحذر مكتب الميزانية في الكونغرس من أنها ستكلف ما يقرب من خمسة تريليونات دولار، ولكن الرئيس السابق أخبر الرؤساء التنفيذيين مؤخراً خلال اجتماع مغلق أنه يرغب في خفض معدل الضريبة على الشركات أبعد من ذلك.
ومع ذلك، فإن خفض الضرائب من شأنه أن يخاطر بتسريع الاقتصاد في الوقت الذي يعمل فيه الاحتياطي الفيدرالي جاهداً لإبطائه لمحاربة التضخم.
وكتب الاقتصاديون في الرسالة «ستكون لنتيجة هذه الانتخابات تداعيات اقتصادية لسنوات، وربما لعقود مقبلة، نعتقد أن ولاية ترامب الثانية سيكون لها تأثير سلبي على مكانة الولايات المتحدة الاقتصادية في العالم وتأثير مزعزع على استقرار الاقتصاد المحلي».
سياسات ترامب التجارية والتضخم
لم تذكر الرسالة التي يقودها الاقتصادي الشهير جوزيف ستيجليتز بشكل مباشر سياسات ترامب التجارية والهجرة، لكن بعض الاقتصاديين الرئيسيين يحذرون من أنها قد تتسبب في ضغوط تضخمية إضافية.
وقد دعا ترامب إلى زيادة الرسوم الجمركية على الصين وجميع الشركاء التجاريين الآخرين، وهي الخطوة التي توقعت وكالة موديز أناليتيكس أن تؤدي إلى القضاء على الوظائف وتفاقم التضخم، بينما قال ترامب إن الرسوم الجمركية ستنقذ الوظائف وتعاقب الصين على الممارسات التجارية التي سئم منها الطرفان.
ويشعر بعض الاقتصاديين بالقلق أيضاً من أن خطط ترامب لشن حملة ضد الهجرة وعمليات الترحيل غير المسبوقة ستؤدي إلى زيادة الضغوط على سوق العمل بسبب نقص العمالة، ما يتسبب بدوره في زيادة أسعار المستهلكين.
وفي الرسالة، أعرب الاقتصاديون الستة عشر الحائزون على جائزة نوبل عن قلقهم بشأن سيادة القانون والاستقرار إذا فاز ترامب بالبيت الأبيض مرة أخرى، مضيفين أن «دونالد ترامب وتقلبات أفعاله وسياساته تهدد هذا الاستقرار ومكانة الولايات المتحدة في العالم».
ومع ذلك، أفاد هاري إنتن من شبكة CNN، بأن متوسط استطلاعات الرأي يمنح ترامب تقدماً بمقدار 18 نقطة على الرئيس الحالي جو بايدن في ما يتعلق بالتضخم و13 نقطة في الاقتصاد.
وقد أوضح الناخبون مخاوفهم بشأن بايدن في ما يتعلق بالاقتصاد، إذ وافق 34 في المئة فقط من الأميركيين على سياسات بايدن الاقتصادية في استطلاع أجرته شبكة CNN في أواخر أبريل نيسان 2024، ووافق أقل من ذلك (29 في المئة) على بايدن في ما يتعلق بالتضخم.
ومن المقرر أن يتواجه المرشحان الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب في أول مناظرة رئاسية لعام 2024 يوم الخميس، على أن تذاع من استوديوهات شبكة CNN في أتلانتا بولاية جورجيا، وتتضمن مناقشة حول عدة قضايا منها ملف الهجرة والاقتصاد وحقوق المرأة الإنجابية ومنظومة الديمقراطية في الولايات المتحدة.
(مات ميغان، CNN).